يُعد النفوذ الإيرانى فى منطقة الخليج العربى من أبرز التحولات السياسية الإقليمية التى شهدتها المنطقة فى السنوات الأخيرة لاسيما فى ضوء تداخله مع البعد الدولى الخاص بالعلاقة مع القوى الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والتى تؤثر على مُقدرات العديد من القوى الإقليمية الأخرى .

تأتى الطموحات الإيرانية فى المنطقة العربية فى سياق التحول فى أهداف السياسة الخارجية الإيرانية ، من مجرد محاولة مواجهة الظروف المحلية الطارئة إلى تحديد طبيعة المناخ الدولى المحيط وتهيئته ، لا سيما أن الدول العربية تمثل لها بوابة نحو العالم عبر المياه الدولية ، وتوفر لها محطات تجارية وغير تجارية على المحيطين الهندى والأطلسى .

تعمل إيران على ايجاد حلول لعدد من الملفات الإقليمية ، ولقد كان للثورات العربية الأثر البارز على إيران لأن تخطو بخطوات سريعة للعب دور إقليمى فى المنطقة ، فالثورات أحدثت تطورات فى التوازنات الاستراتيجية فى المنطقة العربية ويمكن القول أنها ستفرض تداعيات متباينة فى مصالح إيران فى أن تصبح رقم مهم فى الملفات الإقليمية إن لم تكن فى مجملها .

تعد المتغيرات الداخلية فى إيران ذات أثر يتضح عند تتبع مجريات السياسة الإيرانية منذ وصول الثورة الإسلامية للسلطة عام 1979م ، كما أنها تلقى الاهتمام عند المتخصصين فى دراسة النظم السياسية والعلاقات الدولية، كون إيران دولة لها اعتباراتها إقليمياً فى منطقة الشرق الأوسط .