لقد ساهم التقدم العلمي والتقني المتزايد في عالمنا المعاصر إلى تغير في ملامح العالم وأنظمته في فترات زمنية قصيرة؛ مما أدى إلى حدوث تغيرات جذرية في النظم التربوية والاجتماعية والثقافية فرضت على القائمين على العملية التعليمية ضرورة مسايرة هذه التغيرات، ومحاولة التكيف معها من خلال تطوير المناهج الدراسية والاستحداث والتجديد في صياغة أهداف تربوية معاصرة وتجديد مضمونها لتحسين المخرجات التربوية التي تناسب سوق العمل وعصر التمكين الرقمي. هذا، وفي ظل التطورات والتغيرات السريعة التي يشهدها العالم على كافة الأصعدة التعليمية والتكنولوجية والأيدولوجية أصبح المجال التعليمي من أكثر المجالات تأثرًا بهذه التغيرات، الأمر الذي يتطلب التفكير بمرونة والبحث والتحري لاستقصاء كل ما هو جديد تطرحه فلسفة التعليم الجديدة من تطوير للمناهج الدراسية، وتفعيل الاستراتيجيات وطرق التدريس الحديثة، وكذلك أساليب التقويم الإلكتروني. والجدير بالذكر أن مؤسسات التعليم المختلفة شهدت نمطًا جديدًا من التعليم المُفعل بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات كاستجابة للثورة الرقمية والتحول الرقمي التي نعاصرها اليوم، وقد تطلب هذا النمط ضرورة ملاءمة خبرات التعلم لاحتياجات ومتطلبات المتعلمين بما يتناسب ومعطيات عصر التمكين الرقمي وإدارة التكنولوجيا، وذلك من خلال وضع سياسات واستراتيجيات تدريسية تركز فلسفتها على توظيف التقنيات الرقمية الحديثة في عمليتي التعليم والتعلم. وفي هذا السياق يشير غسان قطيط (2010، 24) إلى أن الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا وربطها بشبكات الاتصال المتفاعلة أدت إلى تغيير جذري في الممارسات التعليمية التعلمية نفسها ليس فقط في السرعة والمرونة، والزمن الذي توفره، وإنما في الدرجة المتزايدة وتأثيرها على العملية التعليمية، فقد أدى دخول الكتاب الناطق والمكتبة الإلكترونية، والتعليم والتعلم الإلكتروني، واستراتيجيات التدريس الرقمية، والبيئات الافتراضية في مجال التعليم إلى التأثير على الأدوار التي يقوم بها المعلم والمتعلم من أجل دعم مهارات التفكير.