يعتبر التطرف الفكري، من أكبر التحديات التي يواجهها العالم العربي والإسلامي وخاصة مصر، ويتطلب هذا إيجاد أساليب شاملة وفعّالة لمجابهة الفكر المتطرف، يأتي الوعي الديني كأحد العوامل الرئيسية في هذا السياق، حيث يسهم بشكل فعّال في تعزيز التفاهم والتسامح، ومنع الانجراف نحو الأفكار المتطرفة، وقد استهدفت هذه الدراسة، التعرف على فعالية البرامج الارشادية في تعزيز الوعي الديني ووقاية الشباب من تبني الفكر المتطرف، من خلال إبراز دور الإرشاد الوقائي في مواجهة التطرف الفكري ومعالجة آثاره من خلال عمل إرشادي وقائي، فإن التطرف الفكري صناعة في الأساس، وذلك خلافاً لما يدعيه الكثيرون من وجود عوامل مهيئة هي التي تدفع فرد أو جماعة ما، لتبني الفكر المتطرف، وإن ظلت هذه العوامل (السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، النفسية .....) عوامل مساعدة فقط، يقودنا هذا إلى العمل على تفكيك هذه الصناعة، وإن أضعف مراحلها هي مرحلة التجنيد التي يُستَهدف فيها أبناءنا خلال مرحلتي التعليم الثانوي والجامعي، وإن قدرة البرامج الإرشادية في تعزيز الوعي الديني لدى الشباب، يجعلهم محصنين ضد تبني الفكر المتطرف، بل ومحاربين لأي ترويج للفكر المتطرف سواء في محيطهم الأسري أو الاجتماعي.