تعتبر وسائل الإعلام بكافة اقسامها المقروءة والمسموعة والمرئية سواء التقليدية أو الحديثة ذات الفضاءات الافتراضية العابرة للحدود الجغرافية والحواجز، أدوات فاعلة في نقل الأخبار وتعميق الصلات الاجتماعية وتنميتها عن طريق ما يسمى بالاتصال الاجتماعي وكذلك تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للأفراد في المجتمع والذي يساهم في تشكل رؤيتهم المجتمعية والقدرة على تحليلها واستيعابها واتخاذ السلوك المناسب حول هذه القضايا، كما انها تساهم في التأثير في التنمية الاجتماعية من خلال التغيير في سلوك وأنماط المجتمع بل اصبحت قادرة على نشر أنماط سلوكية وثقافية واجتماعية ينتجها الفرد أو المجتمع من خلال ممارستها دوراً مؤثرا في تكوين المواقف والاتجاهات، حيث أعتبر البعض بأن الإعلام احد اهم وسائل التربية والتنمية والتنشئة الاجتماعية، نظراً لما يملكه من قوة في التأثير على الأفراد من جهة، وما يملكه من وسائل تقنية وفنية من جهة أخرى، ولقد زاد تأثيرها بشكل ملفت للنظر في عصرنا هذا، بسبب التقدم التكنولوجي والمعلوماتي والفضاء المفتوح، كونه يخاطب كافة شرائح المجتمع من خلال تواصله المباشر وغير المباشر مع المستقبلين له وتأثيرها بشكل مباشر في الرأي العام من خلال تأثيرها في طبقات المجتمع المختلفة، وذلك بما يعرضه من معلومات مهمة وصادقة وإيجابية للمواطن، والتي سرعان ما تأخذ صداها بسرعة عالية تفوق الوسائل الأخرى كونه وسيلة الشعب وسلطته الرابعة الأوسع انتشاراً.
ويؤكد الكثير من العلماء على ان (الثورة الإلكترونية)، وتطور وسائل الاتصال، المباشرة الإلكترونية وغير المباشرة وشيوع ما يُسمى بـ(الاتصال الجماهيري)، تؤدى إلى تغيير الناس لنظرتهم للحياة وما حولها.
وتُولي الحكومة، الخطاب الإعلامي جل عنايتها، بما يخدم المجتمع والوطن، وبما يحث عليه من قيم الولاء والمحبة والتعايش وحفظ النسيج المجتمعي الواحد.
وانطلاقًا من هذه الأهمية التي طرأت وفق المستجدات العالمية والتطورات التكنولوجية المتلاحقة التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا على المجتمع في مختلف قضاياه والتي تتدرج وتتعمق في اهميتها إلى القضايا والمسائل التي تمس أمن المجتمع ومنها موضوع هذه الدراسة حيث تعد الشائعات الإلكترونية مصدرًا من مصادر تهديد أمن واستقرار المجتمع حال تناولها لقضايا تمس حياة المواطنين وذلك إذا امتدت هذه الشائعات إلى مناحي السياسات والقرارات العامة التي تؤثر على حياة المواطن وعلى علاقته بالحكومة
وتتناول الدراسة تجربة حكومية هامة على صعيد أمن المجتمع ووسائل الاتصال وصناعة القرارات والسياسات الحكومية من أي تهديديات أو مغالطات في هذا الصدد قد تؤثر على الاستقرار اللازم في المجتمع ومنه الانطلاق نحو التنمية الشاملة وهو مركز الشائعات التابع لمركز معلومات مجلس الوزراء كأحد الجهات المنوطة بمواجهة الشائعات وتصحيح الوقائع بالحقائق اللازمة لمواجهتها.