حدد باندورا ثماني آليات للتحرر الأخلاقي والتي تنشط عندما يتم ممارسة السلوكيات السلبية وهذه الآليات هي: التبرير الأخلاقي، والمسميات الملطفة، والمقارنة الملطفة، والتخلي عن المسئولية، وتوزيع المسئولية، وتقليل العواقب، وعزو اللوم، والتجرد من الإنسانية. وقد تناولت العديد من البحوث الأجنبية الصدق البنائي لهذه الآليات والتي اختلفت نتائجها في تحديد هذه الآليات بين عامل واحد وبين العوامل الثلاثة وبين العوامل الأربعة وبين العوامل الثمانية. لذا هدف البحث الحالي إلى التحقق من الصدق البنائي لمقياس التحرر الأخلاقي لباندورا في البيئة العربية لدى طلاب جامعة بني سويف. وشارك في البحث (357) طالبا وطالبة بجامعة بني سويف بلغ متوسط أعمارهم (21.75) عاما بانحراف معياري (1.582) تم تطبيق مقياس باندورا وآخرون (1996) للتحرر الأخلاقي بمكوناته الثمانية بعد ترجمته إلى العربية على هؤلاء المشاركين في البحث. وباستخدام التحليل العاملي التوكيدي دعمت النتائج البناء العاملي للمقياس ذي الأربعة مكونات؛ التبرير الأخلاقي، التلطيف الأخلاقي (بعد دمج عاملي المسميات الملطفة، والمقارنة الملطفة)، وتقليل العواقب، والتجرد من الإنسانية. وبذلك فقد اتفقت نتائج البحث الحالي مع نتائج البحوث الأجنبية التي توصلت إلى أربعة مكونات، واختلفت مع بعض البحوث العربية، وقد يرجع ذلك إلى أن هذه البحوث العربية سلمت بمكونات المقياس الثمانية، ولم تهتم ببحث الصدق البنائي كهدف أساسي في تلك البحوث. وهذه النتائج تبين الحاجة إلى ضرورة التحقق من الصدق البنائي للمقياس في مراحل عمرية مختلفة؛ فقد تختلف هذه المكونات باختلاف المرحلة العمرية. كما يجب على الباحثين في البيئة العربية التحقق من الصدق البنائي للمقاييس الأجنبية بعد ترجمتها والتي يتم استخدامها قبل إجراء البحوث عليها. كذلك التأكد من صدق النموذج الرباعي للتحرر الأخلاقي في البحث الحالي على عينات ومراحل دراسية أخرى.