تسلط هذه المقالة الضوء على الموقف المصري من معاهدة منع الانتشار النووي،فالأسلحة النووية تعد أخطر الاكتشافات التي توصل إليها العقل البشري علي مر العصور؛ فالأسلحة النووية يعدها البعض أكثر أسلحة التدمير الشامل رعبًا وتدميرًا، وإن كانت هذه الأسلحة قد أصبحت حاليًا من الناحية الفعلية ذات طابع دفاعي أكثر من طابعها الهجومي، وأن استعمالها يقتصر حاليًا علي التأثير النفسي على الخصوم في مسألة توازن القوي، إلا أن هذا لا يعنى أنها قد تم حجزها في مستودعاتها إلي الأبد، بل من الممكن أن يتم إطلاقها في أي حرب قادمة لتحدث خرابًا لم يشهد العالم له مثيلًا من قبل، ومن ثم أصبحت مشكلة انتشار الأسلحة النووية من أهم القضايا المسيطرة علي عالمنا المعاصر، وأصبحت من أهم القضايا الشائكة نظرًا لما تجسده من تهديد للبشرية؛ فقد أصبحنا نعيش في مجتمع يسوده الخوف من الفناء بفعل تلك الأسلحة، ودفع الخوف من هذه الأسلحة الدول سواء الكبيرة منها أو الصغيرة أن تعمل علي تكديس الأسلحة، والدخول في سباق تسلح محموم لدرء الخطر عن نفسها، ولمعادلة موازين القوة مع أعدائها، ونتيجة لذلك فقد انصب الاهتمام العالمي علي ضرورة نزع هذه الأسلحة التي تهدد البشرية، وأصبحت قضية نزع الأسلحة النووية قضية شاملة؛ فبجانب أنها قضية أمن وسياسة؛ فهي قضية وجود للمستقبل، ومع تنامي الخطر الناتج عن انتشار هذه الأسلحة ازدهرت صناعة وضع سياسات جديدة للحد من تهديدات هذه الأسلحة، وبذلت العديد من الجهود الدولية انتشارها، وقد أسفرت هذه الجهود الدولية عن مجموعة من المعاهدات الدولية والإقليمية للحد من انتشار هذه الأسلحة ومنع إنتاجها من أهمها معاهدة منع الانتشار النووي، وهى المعاهدة التى لعبت مصر دورا كبيرا فى ظهورها وقامت بالتوقيع والتصديق عليها وعملت باستمرار أن تتضمن المبادئ التى تحفظ أمن الدول غير النووية، وقامت بجهود كبيرة لحمل كافة الدول للدخول فى هذه المعاهدة.
الكلمات المفتاحية: مصر – إسرائيل – السلاح النووي- معاهدة منع الانتشار النووي.