إذا كانت منطقة الخليج العربي تعد البوابة الاستراتيجية والطريق الرئيس إلى الهند وفارس والعراق، فإن عمان تعد بوابة الخليج نفسه والمدخل إليه، ومن هنا تتضح أهمية عمان وموقعها الاستراتيجي، الذي جعلها مطمعاً للحركات الاستعمارية التي بدأت منذ القرن السادس عشر الميلادي.
كانت أول حركة استعمارية أوربية تصل إلى منطقة الخليج هي الاستعمار البرتغالي، ولم يأت منتصف القرن السادس عشر حتى كان البرتغاليون قد أنشأوا امبراطورية تجارية كبيرة في الشرق ضمت هرمز – عند مدخل الخليج – ومواني مسقط وصحار في عمان ومحطات مختلفة على طول الساحل الغربي للهند، وأجزاء من سيلان وملقا وعدد من المحطات في خليج الملايو، كما أصبح الساحل الشرقي في أفريقيا جزءاً من تلك الامبراطورية الواسعة، وصارت ثروات الشرق تنقل عبر المحيط الهندي إلى البرتغال التي أصبحت بذلك على قدر كبير من القوة والازدهار.
والجدير بالذكر، أن هذه القوة البرتغالية التي وصلت إلى ذروتها في منتصف القرن السادس عشر سرعان ما انهارت ولم تستطع الصمود طويلاً وأرغمت على الانسحاب السريع من دائرة التنافس القائم حول السيطرة على منطقة الخليج العربي. ومن الأسباب المهمة التي ساعدت عمان في نهاية القرن السابع عشر على طرد البرتغاليين هو عودة الاستقرار والأمن إليها على يد أئمة اليعاربة؛ فقد استطاعت أسرة اليعاربة (1622-1741م) طرد الغزاة المحتلين البرتغاليين من البلاد والخليج وشرق أفريقيا، وكان ذلك بفضل شجاعة الإمام ناصر بن مرشد وسلطان بن سيف.