تعد الجالية الهندية في الحجاز من أكبر الجاليات هناك إبان القرن التاسع عشر ولقد انقسمت بين التجار والفقراء المعوزين فالأولى قد هيمنت على التجارة في مدن الحجاز الرئيسة جدة ومكة والمدينة، معتمدة على السلع الهندية كمصدر أساسي للسلع التي تتاجر فيها وانتشرت المحلات التي يمتلكها الهنود في جدة ومكة والمدينة إلى الحد الذي ذكره البعض بان خمسين في المية من تجارة الحجاز كانت في أيدي التجار الهنود.
ولما تضاربت المصالح التجارية بين بريطانيا والهنود في الحجاز وتأثر التجار الهنود باستبدال بريطانيا السفن البخارية مكان السفن الشراعية التي كان يمتلكونها وكذا اصرار بريطانيا على محاربة تجارة الرقيق التي عمل بها بعض التجار الهنود في جدة وفوق هذا وذاك الأعمال التعسفية التي مارستها بريطانيا تجاه ثورة الهند 1857 – 1858م؛ شارك تجار جدة من الهنود في أعمال العنف ضد الأجانب في جدة في عام 1858م والتي أطلقت عليها المصادر العربية بفتنة جدة والأجنبية بمذبحة جدة .
أما الفقراء المعوزين فقد دأبوا على الذهاب إلى الحجاز لأداء فريضة الحج دون أن يمتلكوا الأموال لعودتهم إلى الهند، ولما ارتبطت الهند بالأوبئة وخاصة الكوليرا نقل هؤلاء المعوزين هذا الوباء إلى الحجاز في غياب مساكن تأويهم وكذا غياب أنظمة الصرف الصحي الأمر الذي كان سببا في فاجعة وباء عام 1865م مما جعل الدول الكبرى تطلب من بريطانيا بضرورة التدخل من أجل الحد من حج الفقراء المعوزين وضمان عودتهم للهند.
الكلمات المفتاحية: الحجاز، الهنود، التجارة، الحج، فرج يسر.