سار العثمانيون، بعد بسط نفوذهم على البلاد العربية، على سياسة كان إطارها قائمًا على عدم تعقيد الأمور طالما ظلت هذه البلاد تقدم الخزينة المطلوبة منها سنويًا، وجريًا على هذه السياسة فإن العثمانيين، لم يحاولوا طوال فترة حكمهم، وضع عوائق أمام انتقال الأفراد من بلد عربى إلى آخر، ولم تعرف البلدان العربية التى خضعت للحكم العثماني، الحدود السياسية، بالمعنى المعروف الآن، ولذلك فإن الذين ينتقلون إليه بالمهنة التى يريدونها ويرغبون فيها، ما دامت قدراتهم الفنية تمكنهم من الإشتغال بهذه المهنة. وقد أتاحت هذه السياسة الفرصة لكثير من المغاربة، أن يستقروا فى مصر، وإن كان استقرار بعض المغاربة فيها سابقًا للوجود العثماني فى البلدان العربية، ولكن الوجود بصورة عامة وفى مصر بصفة خاصة، بالإضافة إلى وجود بعض قبائل العربان المغاربة التى أتت إلى مصر فى فترات مختلفة، مثل قبيلة هوارة، حيث كان لها دور بارز إبان الحكم العثماني، حتى قضى على بك الكبير على نفوذ شيخ قبيلتها همام عام 1187هـ/ 1769م وقبيلة المغاربة [عربان بن موافي]، والذين كانوا فى بعض الأحيان مصدر إزعاج، وحاولت السلطات الحاكمة كبح جماحهم. كما حدث فى عام 1101هـ/ 1689م..