هذا تحقيق علميٌّ لحاشية الشيخ حسن الخفاجي المسماة بـ (روح البيان) على رسالة (إتحاف الرفاق ببيان أقسام الاشتقاق) لابن الجوهري، والشيخ الخفاجي – رحمه الله- لم يكن معنيًّا بالتأليف عنايته بالتدريس والقيام على شؤون شيخه الأنبابي العلمية، كتابة وترتيبًا وتبويبًا وإخراجًا، فلم يُؤْثر عنه من المؤلفات غير تقريراته على حاشية الصبان على ملوي السلم، وهذه الحاشية على رسالة الإتحاف لابن الجوهري، ورسالة الإتحاف للجوهري رسالة جليلة نافعة ذائعة الصيت كما يذكر الخفاجي في بيان سبب تأليف حاشيته، وقد قسمها ابن الجوهري إلى ثلاثة أقسام، تنبيه: قسم فيه الاشتقاق إلى علمي وعملي، وكلًّا منهما إلى قائم بالفاعل وقائم بالمفعول، وتقسيم: قسم فيه الاشتقاق إلى صغير وكبير وأكبر، وتذييل: نبه فيه إلى بعض المسائل الأصولية، منها مسألة وجوب تحقق التغيير في الاشتقاق ولو تقديرًا، وقيام الوصف بمن اشتق له من لفظه اسم، ومذهب المعتزلة في الصفات إلخ.
أما الحاشية فإنها– مع التزام مؤلفها الإيجاز الذي لا يكاد يجاوز حد البيان؛ ولذا تكرر في شرحه عبارات مثل (فتنبه) (فتفطن) (فتدبر) (حرره إن شئت) (فليتأمل) (فعليك بصدق التأمل)- خليقة بتحقيقها وإبرازها للقراء؛ حيث إنها تمثل البيان الوحيد لمتن إتحاف الرفاق لابن الجوهري، كما أنها عالجت الاشتقاق من زوايا مختلفة، تحريرًا لمفهومه وعلاقاته، وبيانًا لأقسامه وما يدخل تحت كل قسم، وإبرازًا لأثره الأصولي، بالإضافة إلى كثرة القضايا والفروع اللغوية والأصولية المتعلقة بالاشتقاق التي عالجها الشيخ الخفاجي أو نبه إليها في هذه الحاشية، كما يبدو ثراء حاشية الخفاجي في دقة أسلوبه، كاستعماله "في الجملة" و"بالجملة"، وتفريقه بين دلالة "في الحروف الأصلية"، و"بالحروف الأصلية"، هذا فضلًا عن تعدد مصادره اللغوية والأصولية، واستدراكاته على ابن الجوهري في الحدود والمسائل.