تناول البحث مسرحيتين من المسرح الأمريكي هما: البوتقة أو ساحرات سالم" لآرثر ميلر، و"اثنا عشر رجلاً غاضباً" لريجينالد روز، كأمثلة للحوار الدرامي المبني أساساً على الجدلي والصراع الفكري الفلسفي الذي يخاطب الضمائر والعقول. فقد حمل النصان طابع اجتماعي وإنساني شديد الخصوصية مستلهم من أحداث حقيقية ويحاكي الواقع. لقد تعددت وظائف هذا النوع من الحوار الدرامي الجدلي على مستوى الصراع الدرامي والشخصيات ليقدم مشاهد حوارية كانت عبارة عن مباراة في الجدل الحواري والفكري بين الشخصيات الدرامية، ما جعل اللافت بين العناصر الدرامية وأقواها في المسرحيتين الحوار الدرامي، تم توظيفه ليأتي الحوار على لسان شخصيات درامية ذات طبيعة خاصة متفردة تتسق مع مواقفها الدرامية حيث رسمها الكتاب المسرحيين ببراعة شديدة في إطار شبكة من العلاقات الإنسانية التي فرضت عليهم سواء من المحيطيين بهم أم من المجتمع ككل. يناقش الكتاب المسرحيين بمنتهى الشفافية والموضوعية هذه القضايا الاجتماعية الهامة التي تعالج وتهتم بقيم المجتمع وتؤثر إيجابياً حيث تلقي الضوء على بعض المشكلات الإنسانية على عدة مستويات. وقد وصل البحث لهذه الفكرة من خلال تحليل طبيعة العلاقات الإنسانية التي تبدو بسيطة في ظاهرها ولكنها شديدة التعقيد في العمق، فمن خلال تحليل سيكلوجية الجماهير والتي تتكشف من خلال الحوار الدرامي الشديد التكثيف فيما يشبه جلسات العصف الذهني تتضح أهمية امتلاك الفرد القدرة الحقيقية في التأثير على المجتمع.