تناول الباحثان مفهوم الميتافيرس، وفلسفته، والتطبيقات والسلوكيات الأخلاقية المستخدمة داخل هذا الفضاء، وكذلك الآثار الإيجابية والسلبية لهذا العالم، فضلًا عن الخصائص والتحديات الأخلاقية الناتجة عن تقدم الميتافيرس، وإشكالية المخاوف الأخلاقية للميتافيرس وتأثيراتها على الواقع المعيش. وذلك نظرًا لأن الإنترنت أصبح جزءًا منا وأصبحنا جزءًا منه، وبدلًا من أن يكون مجرد شبكة خارجية ننظر إليها عبر أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة، أمسى إنترنت المستقبل تقنية بإمكاننا أن نكون داخلها. فالميتافيرس يعد لمحة عن المستقبل حيث سيتمكن الناس من العيش والعمل في أي مكان يريدون وفى جميع الأوقات، وستصبح بيئة الميتافيرس الرقمية وبتطور تقنياتها هي الحياة الحقيقية. وهذا جعلنا نتساءل: إذا كانت الآلة قادرة على التعلم هل يمكنها تعلم الأخلاق؟ وأي أخلاق يمكنها أن تتعلمها؟ هل الأخلاق التي تتعلمها الآلة أخلاق موجَّهة ومحدَّدة بمجتمعات أو دول أو أشخاص بعينها أي أنها أخلاق منحازة؟ أم أنها أخلاق عامة؟ وهل ثمَّة مخاوف أخلاقية من الميتافيرس؟ وقد أجرينا تطبيق هذه المخاوف على بعض منصات الميتافيرس التي ظهرت إلى الآن مثل: ميتا إيه أي Meta AI. إنَّ هدف البحث الرئيس يتمثل في كيفية تفادي مخاوف الميتافيرس الأخلاقية، والعمل على معالجة سلبياته. وقد استخدمنا المنهج الوصفي التحليلي والنقدي. وتوصلنا إلى عدة نتائج من أهمها: أنَّ الميتافيرس يثير مخاوف أخلاقية تتعلق بالخصوصية، والتلاعب بالمعلومات، والتأثير على القرارات الشخصية، والصحة، والهوية، والسياسة والاقتصاد والتعليم. وأنَّ الميتافيرس يمكن أن يُشكِّل تحديات خاصة للصغار من حيث؛ المحتوى غير المناسب، والتعرض للتنمر الإلكتروني. ومن الممكن معالجة المخاوف الأخلاقية للميتافيرس في بدايتها من خلال مواكبة تطور التكنولوجيا وتجاوز الأميِّة الرقمية الحديثة، مع وجوب أن يكون هناك وعي أسري وتثقيف حول هذه التكنولوجيا.