يهدف هذا البحث إلى مناقشة قضية الواجبات الواقعة على كاهل الفرد باعتباره مواطنا داخل كيان الدولة وذلك في ضوء النظام الإسلامي. هذه الواجبات لا تتعلق فقط بإنسانيته وإنما باعتباره مكونا رئيسا لهذا الكيان، ومن ثم فهو يتصل بثلاث حلق ويتفاعل معها، هذه الثلاثة هي الوطن باعتباره البقعة الجغرافية التي يعيش عليها يحتمي بحماها ويستظل بفيئها، والسلطة باعتبارها الناظم للعلاقات الداخلية، والضابط لها، والناهض بها، والمواطنين باعتبارهم شركاء الواقع مهما اختلفت المشارب وتغايرت الألوان.
وإذا كانت البحوث قد فاضت في الحديث عن المواطن من جهة حقه فإنها قد نضبت من جهة واجباته، وإذا كانت النظم الوضعية قد أدلت بدلائها في هذا الجانب فإن النظام الإسلامي –مع الأسبقية والإجادة- ما زال في حاجة إلى كثير من الاجتهاد حول استخراج ذخائره في هذا الجانب.
ومن ثم فإن هذا البحث ما هو إلا محاولة في سبيل الوقوف على واجبات المواطن – المسلم وغير المسلم- في ضوء النظام الإسلامي وذلك من خلال التوقف عند واجباته تجاه وطنه، وواجباته تجاه السلطة، وواجباته تجاه أبناء الوطن.
هذا وقد كان أبرز ما توصل إليه البحث في نتائجه هو تفرد النظام الإسلامي في نظريته للمواطنة عن بقية النظم الوضعية آية ذلك أن واجبات المواطن في النظام الإسلامي لم تتوقف على مجرد واجبات مادية محسوسة سواء كانت واجبات مالية أو سياسية أو قانونية، وإنما هناك -إضافة إلى ذلك – واجبات معنوية سلوكية ورحية وأخلاقية مثل واجب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الكلمات المفتاحية: واجبات المواطن، النظام الإسلامي، الدولة الإسلامية، الأخلاق الروحية، الحقوق والواجبات.