يتناول هذا البحث موقف بريطانيا من الطلب الذي تقدمت به الولايات المتحدة لإقامة قنصلية لها في البحرين عام 1943م، ويتناول طبيعة العلاقة بين بريطانيا والبحرين والمعاهدات التي ربطت الطرفين، ثم اهتمام الولايات المتحدة بالبحرين ومصالحها النفطية المتمثلة في شركة نفط البحرين "بابكو"، ورفض بريطانيا في البداية الطلب الأمريكي الخاص بإقامة القنصلية الأمريكية، ومبرراتها للرفض، ثم استمرار الضغط الأمريكي، ودراسة القضية مرة أخرى بدقة من الأطراف المختلفة في دوائر السلطة البريطانية، ومحاولة تلبية رغبات الولايات المتحدة دون إقامة قنصلية في البحرين، والتوصل لحل وَسَط، وهو مدّ صلاحيات القنصل الأمريكي في الظهران لتشمل البحرين بشكل غير رسمي، وموقف شيخ البحرين من هذه القضية، كذلك طبيعة الاتفاقات التي تمت بعد المناقشات البريطانية الأمريكية عام 1944م، والاتفاق على شكل التمثيل القنصلي في البحرين، والترتيبات التي تخص الشرطة والقضاء، والتي تتعلق بالمواطنين الأمريكيين، وكذلك مراقبة السلطات البريطانية لنشاط نائب القنصل الأمريكي في البحرين، ومحاولته التدخل في شؤون الشحن وشركة نفط البحرين، ورغبته في زيارة الساحل المتصالح وقطر ومسقط، ومحاولة المسؤولين البريطانيين في الخليج في المقابل التضييق على تحركاته، وموقف الولايات المتحدة من الممارسات البريطانية، وطلبها أن تشمل صلاحيات نائب القنصل هذه المناطق، وموافقة بريطانيا على ذلك، ثم تغير الموقف في المنطقة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وزيادة التقارب بين الطرفين لمواجهة المخاطر الشيوعية والإيرانية، والحفاظ على المصالح النفطية.