منذ فجر التاريخ ويتسم المجتمع المصري بالتنوع ذلك التنوع الذي اتضح جليا بعد الفتح العربي، حيث لعبت العناصر العربية والبربرية دورا هاما في الحياة السياسية والاجتماعية، علاوة علي الفلاحين وسكان المدن. تكونت العناصر العربية والبربرية من قبائل تغيرت علاقاتها مع الدولة  من آن لآخر، كما أنها لعبت دور مؤثر في الحراك السياسي والاجتماعي فمثلاً كانت القبائل العربية والبربرية في غرب مصر حائط الصد الأول ضد قوات الفاطميين أكثر من مرة ، خلال محاولتهم دخول مصر وبعد دخولهم البلاد ، فقد قاوم بنو عبدون الفاطميين قبل دخولهم مصر وخلفهم بنو قرة بعد أن دخلوا البلاد وملكوها ، ولم تكن احتكاكات تلك القبائل بالفاطميين مرتبطة بدخولهم مصر فقد كان لوجود قبائل غرب مصر علي طرق التجارة والحج أكبر الأثر في التعامل مع الفاطميين منذ نشأة دولتهم ، ولما اتسمت الدولة الفاطمية بخصوصية سواء علي المستوي المذهبي أو العرقي فكان لابد من صدامها مع تلك القبائل ، فمن ناحية اتسمت القبائل العربية والبربرية غرب مصر بكونها مالكية المذهب ، علاوة علي كونها قبائل محلية نظر رجالها لأنفسهم علي أنهم أصحاب الوطن فكان صدامهم مع الفاطميين أمرا طبيعيا عززه الصدامات السابقة والاختلاف المذهبي والعرقي، وأجج الفاطميين الأزمة باعتمادهم علي عناصر بعينها ، فلم يعتمدوا علي كل قبائل البربر، ومن هنا كانت فكرة الصدام قائمة باستمرار، ومن جهة أخرى زاد من اشتعال الأزمة التدخل الأموي الأندلسي والذي ظهر بشكل  مباشر في حالة ثورة بنى عبدون  وبشكل غير مباشر في حالة بنى قرة .