مقدمة الدراسة:
تعد التنمية المستدامة من الموضوعات المحورية في الوقت الحاضر، والتي تزايد الاهتمام بها عالمياً، نتيجة لما تمثله من أهمية بالغة في ضمان تعزيز الرفاه البشري، والقضاء على عدم المساواة، والتغلب على المشكلات البيئية ومعالجة تغير المناخ، والتي أصبحت من القضايا التي تؤرق العالم وتسعى جاهدة للحد من تأثيراتها ووقف تفاقمها (مروة النبهانية، 2018، ص11).
ولقد ورد مفهوم التنمية المستدامة للمرة الأولى بشكل رسمي في تقرير صادر عن اللجنة العالمية للتنمية والبيئة عام 1987 بعنوان "مستقبلنا المشترك" والذي ركز على دراسة تأثير السياسات التصنيعية والاقتصادية لدول العالم في الموارد الطبيعية، ثم ورد في مؤتمر ريو دي جانيرو، المنعقد في عام 1992، أن البشر هم جوهر التنمية المستدامة، وأن من حقهم أن يحيوا حياة صحية ومنتجة في وئام مع الطبيعة، ويعتر إعلان "ريو" الذي شاركت فيه 178 دولة، الركيزة الرسمية لمفهوم التنمية المستدامة، حيث أكد على أن جودة البيئة وسلامة الاقتصاد يرتبطان ببعضهما بعضاً على نحو لا ينفصل (نهال حامد، 2018، ص157).
والتنمية المستدامة هي تنمية شاملة تهدف إلى تحسين نوعية الحياة للأجيال المعاصرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية، وبما يضمن حقوق الأجيال القادمة في تلبية احتياجاتها (رمضان الطنطاوى، 2021، ص6). ولتحقيق التنمية المستدامة, تم تحديد أهداف لها, وتتمثل أهداف التنمية المستدامة في مجموعة محددة من الأهداف الإنمائية والتي تم صدورها في عام (2015) من خلال تقرير أصدرته هيئة اليونسكو تضمن 17 هدف والمعروفة رسميًا "بتحويل عالمنا" (United Nations, 2015).
وتقدم أهداف التنمية المستدامة إطار عمل لتغيير التعليم على المستوى العالمي؛ وهو تغيير موجه نحو تحقيق الأبعاد الثلاثة المتداخلة للتنمية المستدامة: الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية Al Amin & Greenwood, 2018, p. 119)). ومن بين أبرز أهداف التنمية المستدامة: القضاء على الفقر, القضـــاء علـــى الجـــوع, تحقيق المساواة بين الجنسين, ضــــمان تــــوافر الميــــاه وخــــدمات الصــــرف الصــــحي, اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره, حمايـة الـنظم البيئية (اليونسكو, 2015).