يشهد التعليم الجامعى كثيراً من التغييرات؛ نتيجة تأثره بتداعيات العولمة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتقنية، والتى تمثلت فى مظاهر عدة جعلته يتجه إلى الانفتاح على دول وشعوب العالم، حيث تتطور الجامعات من المؤسسات القائمة على العلم والممولة من الحكومات إلى "جامعات ذكية دولية" التى يطلق عليها جامعات الجيل الرابع، وهى تؤدى دوراً فعالاً بوصفها جامعات ذكية دولية تسعى للريادة العالمية.
والتعليم الجامعى له دور حاسم في تطوير وتقدم المجتمع؛ لکونه عاملاً من عوامل النجاح، حيث يسهم من خلال مؤسساته في ارتقاء الإنسان بفکره وقيمه ومهاراته ليصبح مورداً بشرياً مبدعاً، ومفکراً، ومنتجاً لخدمة المجتمع والارتقاء به حضارياً وهو ما تطلب ضرورة تطويره بصفة مستمرة في ظل ما يشهده العالم حالياً من تحولات تکنولوجية ورقمية (عبدالسلام، 2021، 1).
لذا كان تطوير التعليم الجامعى عملية مستمرة ضرورية، فالتعليم الجامعى مجالاً خصباً لمحاولات التغيير، لما تحتله الجامعة من مكانة بارزة، يتضح ذلك من خلال القوانين المتتالية بشأن إدارتها وتنظيمها، واللوائح التنفيذية التى تجعل من إدارتها أداة لخدمة المجتمع والارتقاء به حضارياً، متوخية فى ذلك الإسهام فى رقى الفكر وتقدم العلم وتنمية القيم الإنسانية، وتزويد البلاد بالمتخصصين والفنيين والخبراء فى مختلف المجالات وإعداد الإنسان المزود بأصول المعرفة وطرائق البحث المتقدمة، والقيم الرفيعة (الدروقى، 2021، 171).
وقد اقترحت منظمة اليونسكو برنامج توأمة الجامعات، بعد موافقة المؤتمر العام لليونسكو عام 1991م، وأن قبول هذا المشروع وما أحدثه من صدى يعكس الوعى المتزايد عن أهمية التعليم الجامعى (فى وقت) أصبحت فيه التنمية الاقتصادية الاجتماعية أكثر اعتماداً على المعرفة وعلى المهنيين والإداريين الذين يمتازون بتدريب عالي المستوى على أداء مهامهم، وأصبح مستحيلاً على الدول النامية أن تحاول سد الفجوة بينها وبين الدول الصناعية المتقدمة والتقليل من الاعتماد على المعونة الفنية والعلمية الخارجية، دون أن تطور مؤسسات التعليم الجامعى وبرامج التعليم والبحوث المتقدمة وتنفتح على أحدث تطورات العلم والتكنولوجيا (اليونسكو، 1995، 257).
ففى السنوات القليلة الماضية، شهد العالم ظهور عدد من اتجاهات التعليم العالمية التي تهدف منح الممارسات الجامعية بعداً دولياً؛ لضمان توسيع نطاق خدمات التعليم ونشرها، وجعلها عابرة للحدود الوطنية، وفي مقدمة ذلك تأتي التوأمة الجامعية التي أصبحت تشكل في عدد من المؤسسات الجامعية جزءاً لا يتجزأ من إستراتيجية التنمية المستدامة، ومدخلاً مهماً لتحقيق أهدافها، وأقرب طريق لإحداث ثورة شاملة في المنظومة الجامعية؛ الأمر الذي جعلها مطلباً أساسياً وأمراً حتمياً وضروريا؛ً لتحقيق أهداف إستراتيجية التعليم العالى ورؤية مصر 2030 (مرسى، 2020، 133).