خلق الله تعالى الإنسان, وميزه عن سائر المخلوقات بالعقل, ودعاه فى الكثير من المواقف إلى التفكير والتأمل فيما حوله, لذا اتنهجت التربية والتعليم أساليب وطرق جديدة فى عمليات التعليم والتعلم تخاطب العقول وتنمى الشخصية، والهدف من ذلك إعداد الطفل المفكر والقادر على مواجهة المشكلات التى تواجهه, فلم يعد الهدف الأسمى من التعليم مقصوراً على إكساب الطفل للمعرفة، بل امتد إلى تنمية قدرته على التعامل مع تلك المعرفة بما تتضمنه من مواقف وأحداث ومثيرات، وتحليلها بعمق لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة.
ولأن مرحلة الطفولة المبكرة فترة مهمة فى عمر الطفل، يدفعه فيها فضوله وشغفه للبحث والتجريب والاستكشاف. لذا فلابد من استغلال تلك الفترة بتقديم الأنشطة والخبرات العلمية المثيرة التي تدفع الطفل إلى التقصي والتفكير والتأمل.
كما أكدت بعض الدراسات على ضرورة توفير الفرص لتدريب الأطفال على التفكير التأملي من خلال الممارسة الفعلية، وأشارت إلى أهمية التفكير التأملي في تحسين مستوى التحصيل الدراسي". (خير، 2009, 143) (فرغلى, 2014, 12)
وأكد (القواسمة, 2013, 150) أن التفكير التأملى يجعل الطفل يلاحظ ويفسر ويقارن الخطوات التى يتبعها لتساعده فى إتخاذ القرار المناسب لحل المشكلة التى تواجهه، كما أن تأمل الطفل فى كل مايعرض عليه من معلومات يُبقى أثراً للتعلم فى عقله لمدة زمنية أطول.
وتتفق كلا من (بدير2008، 75)، (خضر، 2011, 64)،(Young 2013, 84) فى أن الأنشطة العلمية من أهم الأنشطة التى تساعد أطفال الروضة على تطوير فكرهم وتحقيق بداية جيدة مبكرة لإمتلاكهم مهارات التفكير, وذلك لأنها تساعدهم فى فهم وتفسير الكثير من الأشياء، التى تثير إنتباهم فى البيئة، كما أنها تزيد من قدرتهم على استخدام المعلومات فى مواقف حل المشكلات كما انهم يظهرون فهما لمهارات عمليات العلم الأساسية: الملاحظة، التصنيف، التواصل، القياس، التقدير، التنبؤ، الإستدلال.
ويرى (kovalik & olsen, 2010) انه لابد للمعلمات عند القيام بالتدريب على تنمية مهارات التفكير التأملى للأطفال، أن يأخذوا بعين الإعتبار عدة أمور من أهمها تطوير مجموعة من الأنشطة التى تساعد الأطفال على ربط التجارب أو الخبرات السابقة ذات الصلة بالموضوع الرئيسى، وكذلك استخدام الإستراتيجيات والبرامج التعلمية الملائمة.
مما سبق تستخلص الباحثة أن الأنشطة العلمية قد تساعد بشكل قوى وفعال فى تنمية مهارات الفكير التأملى عند طفل الروضة وذلك لإنها تركز على ماهية التفكير التأملى، الذي يعد هدفاً مهمًا تسعى كثير من المؤسسات التربوية لتحقيقه، ومن هنا ركزت الباحثة على تنمية بعض مهارات التفكير التأملى للطفل من خلال برنامج قائم على الأنشطة العلمية.