المقدمة:
يمثل الطلاب الموهوبون فئة متميزة ذات استعدادت فطرية وقدرات ابداعية في المجالات المختلفة لديهم مستويات عالية من القدرات العقلية والمواهب الخاصة والتفكير المتجدد والأداء الفائق سواء كان علمياً أو عملياً أو اجتماعياً أو جمالياً عند مقارنتهم بأقرانهم العاديين في نفس المرحلة العمرية، كما يتميز الموهوبون بقدرة خاصة علي الأداء المتميز في مجال أو أكثر من مجالات النشاط الإنساني، مما يجعلهم من أهم عناصر الموارد البشرية التي يجب الحرص عليها وتهيئة جميع الظروف المناسبة لرعاية نموهم السوي ومساعدتهم علي تحفيز وتنمية القدرات الفطرية الموجودة لديهم من خلالالعمل علي إشباع حاجاتهم الشخصية والنفسية والاجتماعية، ومساعدتهم علي حل مشكلاتهم ومواجهة العقبات التي يمكن أن تحول بينهم وبين النمو السوي وتفعيل طاقاتهم وقدراتهم المتميزة إلي أقصي حد ممكن.
وقد أصبحت رعاية الموهوبين اليوم وتقديرهم بما يتلاءم وقدراتهم ضرورة حتمية واستراتيجية مهمة من استراتيجيات التقدم، حيث تُعتبر أفضل برامج رعاية الموهوبين هي التي تتميز بالطابع الشمولي، لأن تطبيق مثل هذا النوع من البرامج يؤدي بالضرورة إذا ما توفرت له الشروط البيئية المناسبة إلي تلبية كافة الحاجات الفردية للموهوبين في الجوانب المعرفية والانفعالية والإبداعية والنفسحركية (فتحي عبد الرحمن جروان،2004،12) وأصبح الاهتمام بالموهوبين لا يقتصر علي توفير البرامج التربوية التعليمية التي تهتم بتنمية قدراتهم العقلية والذهنية ولا علي سن القوانين والأنظمة والتشريعات التي تنظم حياتهم وتسهل التعامل معهم، بل يتعدي ذلك إلي رعايتهم نفسياً واجتماعياً ووضع البرامج الإرشادية المتخصصة التي تضمن لهم نمواً نفسياً وعقلياً وجسماً متكاملاً يحقق لهم الشخصية السوية المتكاملة في جميع جوانبها (مشيرة عبد الحميد اليوسفي،2011، 6).