استهدفت الدراسة رصد وتحليل وتفسير إدراك الشباب المصرى لمدى توافر معايير الثراء بالصحف الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعى، وانعكاس ذلك على نمط استخدامهم لتلك الوسائل فى متابعة المضمون المتخصص بشكل عام؛ والمضامين التالية على وجه التحديد: السياسة، الجريمة، الاقتصاد، الرياضة، الترفيه، الدين، الصحة، العلوم والتكنولوجيا. وهى دراسة تحليلية تفسيرية، مستخدمة لمنهج المسح الإعلامى وأسلوب المقارنة المنهجية، وتم توظيف نظريتى: الاستخدامات والإشباعات وثراء وسائل الإعلام، وتم تطبيق أداة استمارة الإستبيان الإلكترونية على عينة قوامها (500) مفردة.
وتوصلت إلى أن: معايير ثراء الوسيلة تؤثر وتتأثر بأنماط استخدامها لمتابعة المضمون المتخصص. وتبين أن العينة: تهتم بالمضمون المتخصص وتبحث عنه - وتتابعه أكثر عبر منصات التواصل الاجتماعى عن الصحف الإلكترونية – وتجد منصات التواصل الاجتماعى أكثر ثراءاً من الصحف الإلكترونية؛ وكان الفيسبوك أكثر المنصات ثراءاً.
ويتضح وجود علاقة بين إدراك العينة لمدى ثراء الصحف الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعى وبين طبيعة المضمون المتخصص المناسب للنشر فيهما، وهذا الإدراك يؤثر ويتأثر بالهدف من الاستخدام والدوافع ومرتبط برؤية العينة لنقاط القوة والضعف فى الصحف الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعى. فكانت منصات التواصل الاجتماعى التى يعتقد الجمهور فى ثرائها العالى (ثرائها مرتبط بإمكانيات المنصة) والتى تستخدمها العينة بهدف التسلية ولتحقيق دوافع طقوسية؛ هى الأنسب وفقاً للعينة لتقديم المضامين المتخصصة الخفيفة والمختلطة كالترفيه والرياضة. وكانت الصحف الإلكترونية التى يعتقد الجمهور أنها أقل ثراءاً (وثرائها مرتبط بجودة المحتوى) والتى تستخدمها العينة بهدف جمع المعلومات ولتحقيق دوافع نفعية؛ هى الأنسب وفقاً للعينة لتقديم المضامين المتخصصة الجادة كالسياسة والاقتصاد. واتفقت العينة أن أضعف عناصر الثراء بالصحف الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعى هى الثقة بالمعلومات المنشورة بها، وإن كانت معدلات الثقة بالصحف الإلكترونية أعلى من منصات التواصل الاجتماعى. بما يؤكد أن الاستخدام وكثافته لا يرتبط بالثقة. وانعكس ذلك على نوعية المضمون المتخصص الذى تثق به العينة؛ حيث كانت العينة أكثر ثقة فى المضمون الذى يسهل التأكد من صحته ولا يؤثر على أسلوب حياتها بشكل مباشر؛ مثل الرياضة فى الصحف الإلكترونية والترفيه فى منصات التواصل الاجتماعى.
وناقشت النتائج فى ضوء نظريتى الدراسة وفى إطار مقارن مع الدراسات السابقة (4) نقاط أساسية توضح العلاقة بين إدراك ثراء الوسيلة واستخدامها لمتابعة المضمون المتخصص؛ هم: أنماط استخدام الصحف الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعى لمتابعة المضمون المتخصص والإشباعات المتحققة – معايير ثراء الصحف الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعى وعلاقتها بأنماط الاستخدام وطبيعة المضمون المتخصص المناسب لكل وسيلة - سمات معالجة المضمون المتخصص وعلاقتها بنوع وثراء الوسيلة - درجة الثقة بالمضمون المتخصص المقدم عبر الصحف الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعى وعلاقتها بمدى الاعتقاد فى ثرائهما.