استهدفت الدراسة الوقوف على حقيقة وطبيعة الدلالات الأيقنولوجية المتصلة بصور الخديو إسماعيل في مسلسل سرايا عابدين الذي رصد فترة حكم الخديو إسماعيل وحياته الاجتماعية وبعض الأحداث السياسية وأحوال الحكم في عهده، وقد اعتمدت الدراسة على ثلاثة مناهج رئيسة بالاعتماد على منهجية التحليل الأيقنولوجي التي تنطوي على منهج المسح والمنهج التاريخي، والمنهج المقارن. وقد توصلت الدراسة إلى أن الأدلة التاريخية تكون غير كافية عندما يتم الاعتماد على مصدر واحد، حتى وإن خضعت للفحص والتمحيص، فالحقائق التاريخية ليست واحدة دائما، ففيها المقبول عرضه، وفيها المرفوض المراد طمسه، وبالتالي فإن وجود مصدرين كالنص والصورة مثلاً كما في الحقل الأيقنولوجي) يعطي مجالاً للمقارنة بين مصدرين؛ مما يسهم في تفسير أفضل للموضوع وفهم كل أجزائه، وأسبابه، ونتائجه. وإلى أننا لم نكن أمام دراما تاريخية حقيقية، غير استخدام أسماء شخصيات صارت من التاريخ، فبالرغم من أن تلك الشخصيات التي عرضتها لنا هذه الدراما ترتدي أزياء تلك المرحلة، وتعيش في نفس أجوائها وديكوراتها إلا أن الأحداث التي تعيشها تلك الشخصيات لا علاقة لها بالتاريخ بالمرة. وبالرغم من كل سلبيات المسلسل إلا أنه يعد من أضخم المسلسلات العربية إنتاجا مع تميز أداء الممثلين وبراعة توظيف الجرافيك في محاكاة الديكورات الفخمة التي جعلت المشاهد يعيش أجواء ملكية حقيقية، وكان من الأجدر للمسلسل بعد كل هذه الإمكانات أن يخدمه سيناريو رصين مبني على أحداث غير مشوهة، إذ أن المسلسل بعد هذه الأخطاء لا يمكن اعتباره مسلسلاً تاريخيا ذا جودة في حقيقة الأحداث التاريخية.