اخترعت الإسماعيليّة الباطنيّة أصولًا بنت عليها مذاهبها في مسائل الإيمان، ونتج عن تلك الأصول آثارٌ وانحرافاتٌ، ومن تلك الأصول الإمامة، وقد تناثر ذكر آثارها عليهم في مصنّفات العقيدة والفرق، فاقتضى الأمر جمعها وربط هذا الأصل بآثاره ليتبيّن أنّ ضلالهم في مسائل الإيمان نتيجة ضلالهم في ذلك الأصل المبتدع المصادم للكتاب والسّنّة، فجاء هذا البحث جامعا لتلك الآثار الّتي انبنت على الإمامة عند الإسماعيليّة في مسائل الإيمان حيث عرفوا الإيمان بأنه اعتقاد إمامة علي  والأئمة من بعده وهو الركن الأعظم في الإيمان و الإسلام عندهم، وانسحب ذلك عليهم في الأسماء و الأحكام فكفروا كل من لم يؤمن بالإمامة وأحبطوا أعماله و توعدوه بأنواع العذاب يوم القيامة، و قد تكاثرت أدلة الكتاب و السنة على ذكر أركان الإيمان و الإسلام ولم يرد في واحد منها ذكر الإمامة بحال من الأحوال و لم يكن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ولا صحابته الكرام يشترطون للدّاخل في الإسلام الإمامة مع شهادة التوحيد، وفي هذا أقوى رد عليهم.