حظي شعر ابن خفاجة الأندلسي بالكثير من العناية؛ خاصة شعره في وصف الطبيعة، وقد عنى فيه بقواعد القصيدة العربية من حيث الشكل الفني، وقواعد الوزن والقافية، واهتم الباحثون بدراسة شعر الطبيعة لديه؛ إلا أن قصيدته التي دمج فيها بين وصف الطبيعة والرثاء"في كل ناد منك روض ثناء" لم تنل حظها من الاهتمام بدراسة فنية، تستقصي استخدامها للغة، وتحليل بنيتها الإيقاعية، وتبحث في تفاصيل الإبداع الفني وملامحه فيها، ودلالة كل ذلك؛ لذا خـصـصت هـذا البـحث لـدراسةعناصر الإبداع الفني في شعر ابن خفاجة من خلال قصيدة "في كل نادٍ منك روض ثناء" أنموذجًا. حيث يهدف البحث إلى دراسة عناصر الإبداع الفني عند ابن خفاجة من خلال قصيدته، وقد لفت نظري هذه القصيدة من جملة قصائد ابن خفاجة؛ لدمجه غرضين من الصعب دمجهما. ويسلك البحث المنهج الفني التحليلي الـذي يرصـد النـص الـشعري ويحلله، للوقوف علـى جماليـاته، وأبعاده. و من أهم نتائجه أن ابن خفاجة أجرأ من أقدم على هذا الضرب الجديد من مزج الطبيعة بالرثاء، فدمج المرح والفرح بالحزن والبكاء، مما يُعد تطويرًا وتجديدًا لقصيدة الرثاء.
يهدف هذا البحث إلى دراسة عناصر الإبداع الفني عند ابن خفاجة من خلال قصيدة " في كل نادٍ منك روض ثناء"، وقد لفتت هذه القصيدة نظري من جملة قصائد ابن خفاجة؛ لدمجه غرضين من الصعب دمجهما. فابن خفاجة شاعر الطبيعة الأول في الأندلس-كما اشُتهر عن الشاعر وغلب عليه -فما عناصر الإبداع الفني عند ابن خفاجة؟ ولماذا دمج ابن خفاجة بين هذين الغرضين؟ هذا ما يجيب عليه البحث.