تنطلق هذه الدراسة للبحث عن المعاني والمفاهيم المشتركة بين علمي الاجتماع والخدمة الاجتماعية، فالمفاهيم تلعب دورا محوريا في تحقيق التواصل اللغوي بين الأفراد، فهي جوهر اللغة، وهي التي تجعل الإنسان يفرِّقُ بين الأشياء؛ لذلك ينبغي أن يتبوَّأَ المفهوم مكانةً عظمى من حيث الاهتمامُ به، وضرورة تحديده؛ للتعرف على مدلولاته، نظرا للتطور الكبير الذي يطرأ على دلالة المفهوم الواحد بشكلٍ مستمرٍّ، إذ إن العلاقة بين العلمين علاقة عموم وخصوص.
كان الاهتمام بمصطلحية العلوم الاجتماعية رغبة من المشتغلين بهذين العلمين أن تكون لهم مصطلحات خاصة بهم، وذلك بعد انتشار تلك العلوم في العصر الحديث انتشارا واسعا، وزيادة الاهتمام بها في مختلف المجالات، فظهرت مجموعة من المعاجم المتخصصة في كلا العلمين باللغة العربية أو مترجمة من الإنجليزية والفرنسية.
تأثرت مصطلحات الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع بالقرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة تأثيرا مباشرًا، فقد هذَّب القرآن هذه الألفاظ وجعلها سبيلًا وطريقًا للقوة في الدين، وقيَّدَ ثوابا عظيما على فعلها، وعقابا على تركها أو الإهمال فيها، كما طوَّر القرآن بعضَ هذه الألفاظ والمفاهيم، تأثر علم الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع بالمصطلحات الوافدة عن طريق الترجمة وأفادا من المصطلحات الوافدة المترجمة من الغربِ اليهودي والمسيحي، وكان لهذه المصطلحات أثر على بنية مصطلحات كلا العلمين وأثر في علم اللغة الاجتماعي.