تعد مهنة الصحافة من المهن الحيوية التي تسهم في تشكيل الوعي العام، لا سيما في مناطق النزاعات والحروب. في السياقات التي يسودها الصراع المسلح، مثل الصراع المستمر بين فلسطين والاحتلال الإسرائيلي، يلعب الصحفيون دورًا محوريًا في توثيق الأحداث ونقل صورة واقعية عما يجري على الأرض إلى العالم. ورغم الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها الصحافة ، فإن الصحفيين في المناطق الساخنة يواجهون تحديات كبيرة تتعلق بأمنهم الشخصي، وضغوطهم النفسية، والقيود المهنية واللوجستية المفروضة عليهم.

من ناحية أخرى، يمثل الصحفيون الفلسطينيون حالة فريدة من نوعها في العالم الصحفي، حيث أنهم يعيشون في بيئة معقدة تتسم باستمرار الصراع العسكري والسياسي، وتقييد حرية الحركة، والتعرض للتهديدات والمخاطر اليومية. بالإضافة إلى المخاطر الجسدية التي يتعرضون لها، فإنهم يواجهون ضغوطًا نفسية ناتجة عن تغطية الحوادث العنيفة والمشاهد المؤلمة.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تتنامى الأسئلة حول تأثير هذه التحديات على جودة التغطية الصحفية وقدرة الصحفيين الفلسطينيين على الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية. كيف تؤثر هذه التحديات على الصحة النفسية والاجتماعية للصحفيين؟ وما هو تأثير هذه الضغوط على قدرتهم على تقديم تغطية إعلامية متوازنة وموضوعية؟

وفي هذا السياق، تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف التحديات التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون أثناء تغطيتهم لأحداث النزاع مع الاحتلال الإسرائيلي، مع التركيز على الأبعاد النفسية والاجتماعية والمهنية والتقنية لهذه التحديات.بالإضافة إلى ذلك، سيتم تحليل تأثير هذه التحديات على جودة التغطية الصحفية وكفاءة الصحفيين في تقديم معلومات دقيقة وموضوعية للجمهور.

من هنا تتناول الدراسة التحديات النفسية والاجتماعية والأخلاقية والمهنية والتقنية التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون أثناء تغطية أحداث الحرب مع الاحتلال الاسرائيلي، مع التركيز على الآثار السلبية لتغطية العنف والصراعات المستمرة على صحتهم النفسية والاجتماعية.