الراوي هو الذي يمسك بخيوط عملية الحكي، ويعبر عن وجهة نظر الكاتب في رأيه وتصور مختلف عن الآخر؛ ليعطي ثراءً كبيرًا للعمل، وذلك من خلال الحوار والمونولوج الداخلي للشخصيات، فبذلك يكون الراوي هو الشخصية التي لها مقوماتها؛ ليستخدمها الكاتب لعرض وجهة نظره وآراءه،وكل شخصية فى العمل الأدبى، كيانها المستقل الذى يبرز وجودها حتى تعطى العمل الروائى، قوته ويطرح الكاتب عدة قضايا سياسية أو اجتماعية أو ثقافية من خلال الرواة، للتعبير عن وجهة نظرهم وطرح أفكارهم إما عن طريق الراوى الغائب أو المشارك أو المتعدد وسوف نتناول فى الدراسة هذا النمط الأخير وهو الراوى المتعد د وعلى سبيل المثال رواية (الحرب فى برمصر) للكاتب يوسف القعيد ، والرواية تتكون من ستة رواة هم العمدة والمتعهد والغفير والصديق والضابط والمحقق وتدور الأحداث حول استشهاد مصرى فى حرب 1973بدلاً من ابن العمدة،كل راو يروي الأحداث من وجهة نظره حسب ما يراها كل شخص على حدة، بل إن كل شخصية تضيف لهذا الموقف أبعادًا جديدة قد لا تكونالشخوص الأخرى تعرفها، مُستخدمًا الكاتب فى ذلك ضمير المتكلم أثناء السرد، ليبرز تيار وعي المتكلم