تعد التكنولوجيا من العوامل الأساسية التي أحدثت تحولًا كبيرًا في مختلف جوانب الحياة، خاصة في التعليم، حيث أصبح من الممكن تقديم المحتوى التعليمي بطرق مبتكرة ومتنوعة، ما يساهم في تحسين جودة العملية التعليمية. من بين الأدوات التكنولوجية الفعالة التي برزت في هذا المجال هي الكائنات التعليمية والقصص الرقمية. تمثل الكائنات التعليمية وحدات رقمية متعددة الأشكال مثل النصوص، الصور، الفيديوهات، والصوتيات، وهي تهدف إلى إيصال المحتوى بطريقة ميسرة تسمح للطلاب بالتفاعل معها بشكل فردي، مما يسهم في تعزيز فهمهم وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في عملية التعلم. كما أن هذه الكائنات التعليمية تساعد على تقسيم المعلومات إلى وحدات صغيرة تسهل فهمها وتقديمها بطريقة منظمة.

أما القصص الرقمية، فهي أدوات تعليمية مبتكرة تدمج النصوص، الصوت، والصورة لإنشاء تجربة تفاعلية تعزز من استيعاب المفاهيم المعقدة. تجعل القصص الرقمية التعلم أكثر جذبًا للطلاب، وتحفزهم على التفكير النقدي والإبداعي. من خلال هذه الأدوات، لا تقتصر الفائدة على تسهيل عملية التعلم فقط، بل تشمل أيضًا تنمية مهارات التفكير وحل المشكلات، مما يساهم في تطوير مهارات الطلاب بشكل عام.

يهدف هذا البحث إلى دراسة وتحليل تأثير الكائنات التعليمية والقصص الرقمية على جودة القراءة وتحسين التجربة التعليمية. يتضمن البحث استعراض نتائج زيارات ميدانية لمؤسستين تعليميتين تم خلالها دراسة كيفية تطبيق هذه الأدوات في الفصول الدراسية، ومدى تأثيرها على تفاعل الطلاب مع المحتوى ونجاح العملية التعليمية. يتطلع البحث إلى تقديم رؤية استراتيجية لتوظيف هذه الأدوات التكنولوجية في التعليم، مما يسهم في تحسين فاعلية التعليم وتحقيق نتائج متميزة تؤثر إيجابيًا على مهارات الطلاب.