تُعد صحافة الروبوت من التقنيات الحديثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الصحفي بعيدًا عن العنصر البشري، وفي هذا السياق من المتوقع أن تؤدي هذه التقنية إلى حدوث تحولات كبيرة في بنية المؤسسات الإعلامية وطرق عملها، ومع ذلك، تواجه هذه التقنية تحديات مهنية وأخلاقية تتعلق بمصداقية وجودة المحتوى الصحفي، ويترافق معها العديد من التساؤلات المُتعلقة بدرجة موثوقية وصدق المحتوى الصحفي المُنتج من خلالها ومدى دقته ومستوى جودته، من هنا تحددت مشكلة الدراسة الحالية في التعرف على اتجاهات الصحفيين المصريين نحو إنتاج صحافة الروبوت وتقييمهم لمستوى مصداقية هذا المحتوى وجودته من الناحية المهنية والاحترافية، وذلك من خلال دراسة ميدانية تم تطبيقيها عينة من الصحفيين العرب بلغ قوامها 50 مفردة، بالاعتماد على الاستبيان الإلكتروني.
وقد انتهت الدراسة إلى مجموعة من النتائج التي كان من أهمها، أن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تأثير متوسط في عملية إنتاج المحتوى الصحفي، ولها تأثير ضعيف في تحقيق أهداف المؤسسات الصحفية، وبالتالي لا تُستخدم هذه التقنيات حتى الآن صحفيًا بكثافة. كما أكدت النتائج أن التأثيرات المهنية لصحافة الروبوت على العمل الصحفي تعتبر متوسطة، وأن هناك حالة من عدم الرضا بين أفراد العينة عن استخدام تقنيات صحافة الروبوت في العمل الصحفي، بينما أشارت النتائج إلى أن تأثير صحافة الروبوت على المستوى الأخلاقي للعمل الصحفي مرتفع لدى النسبة الأكبر من أفراد العينة، وفي هذا الصدد أكد المبحوثون أن تقنيات صحافة الروبوت من الوارد أن يُساء استخدامها، وهذه واحدة من أبرز التأثيرات السلبية لتلك التقنية على المستوى الأخلاقي.