تتناول هذه الدراسة فهم وتحليل صورة الطب النفسي المعروضة في دراما المنصات الرقمية سواء صورة الطبيب أو المريض أو أساليب العلاج، وحيث أن الدراما من أهم أشكال الإنتاج التي يتابعها الجمهور وتعتبر من المصادر الرئيسية لتكوين الصورة النمطية والذهنية، وحيث أن الطب النفسي من أكثر المواضيع الشائكة في الوقت الحاضر، فقد بدأت الدراما بالاتجاه نحو معالجة قضايا الطب النفسى بشكل مكثف، وحاولت إلقاء الضوء على هذا الموضوع. ويستخدم البحث المنهج الكمي والنوعي من خلال تحليل محتوى عينة من المسلسلات الدرامية التى تناولت القضايا النفسية المعروضة على منصتي شاهد وشاهد خلال الفترة (2021-2024)، وقد تم اختيارها بناءً على كثافة المشاهد النفسية في المسلسل، ويستخدم البحث أسلوب العينة العمدية واعتمد على نظرية الصورة النمطية.
وبحسب النتائج فإن الدراما تحتاج إلى تغيير الصورة النمطية التي تقدم في الدراما النفسية عن المريض النفسي أو الطبيب النفسي أو المعالج النفس، كما يجب على صناع الدراما الاهتمام بدور الطبيب النفسي وإعطائه مساحة أكبر والظهور بالشكل الذي يليق به، وإعطاء مساحة لعرض أساليب العلاج النفسي بتفصيل أكبر لتوعية الناس بآليات العلاج النفسي، بالإضافة إلى أهمية دور القائمين على تقديم الأعمال الدرامية التي تقدم صورة للطب النفسي فى أن يستشيروا آراء المتخصصين في الشؤون النفسية حتى لا يقدموا معلومات غير صحيحة في هذا المجال.
كما يجب على القائمين على تقديم هذه المسلسلات التي تتناول صورة المريض النفسي أن يلتزموا بالدقة والموضوعية والابتعاد عن المعالجات السطحية أي أن يتعمقوا أكثر ويحاولوا إيجاد حلول أو بدائل أكثر واقعية ومنطقية للمشاكل التي يواجهها المريض النفسي في المجتمع وفي حياته.