تهدف الدراسة الحالية إلى الكشف عن الصورة الذهنية للضحية والجانى في جرائم الحب على وسائل التواصل الاجتماعى حيث شهدت مصر سلسلة من جرائم الحب في الآونة الأخيرة والتى تميزت عن غيرها من الجرائم الأخرى بأن الدافع وراء تلك الجرائم هو الحب ، مما أثار نوبة من الجدل الواسعة بين مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى والتي عكست اتجاه وتصور المستخدمين لطرفى الجريمة ، قامت الباحثة بتطبيق الدراسة الحالية على جريمة نيرة أشرف ومحمد عادل باعتبارها أولى تلك السلسلة من الجرائم  وأكثرها جدلا  بسبب طريقة القتل وانتشار فيديو القتل إلى جانب نشر تفاصيل محاكمة الجانى والتي كشفت عن تفاصيل جديدة عن ملابسات الجريمة والتي كانت سببا لانقسام الرأي العام على الفيسبوك ما بين مؤيد للقاتل والضحية ، وأعتمدت الباحثة في الدراسة على تحليل الخطاب كأداة لتحليل للمحتوى الذى تم نشره على صفحتين تعكس اتجاهين مختلفين لمستخدمى الفيسبوك بحيث تؤيد كل واحدة من الصفحتين على حدى أحد طرفى الجريمة ( الضحية -الجانى ) ، وقامت الباحثة بتحليل المنشورات الموجودة على الصفحة  ( بوستات شخصية مكتوبة – صور بتعليقات  – فيديوهات أصلية للمستخدمين أو معدلة من مصادر أخرى   ) على مدار شهرين متتابعيين ، وخلصت الدراسة إلى نتائج عدة كان أبرزها فيما يتعلق بإدراك المستخدمين وموقفهم تجاه الضحية والقاتل حيث أظهرت الدراسة أن اتجاه المستخدم لا يتماشى مع الموقف المعتاد تجاه الجرائم وهو تجريم الجانى  بل قام مستخدمى الفيسبوك بحشد آلاف المستخدمين لتأكيد تعاطفهم مع الجانى وإظهار اتجهاهم نحوه والتأكيد أنه ليس بجانى وإنما ضحية مبررين فعلته بأنه أقبل على القتل بدافع الاستفزاز والاستغلال المادى المتكررمن الضحية  ، من ناحية أخرى، عكس المستخدمون القيم الثقافية التي تقلل من قيمة المرأة في المجتمع المصري، حتى وإن كانت ضحية جريمة حب مستندين في ذلك على عمل الضحية وملابسها التي من وجهة نظر المستخدمين لا تتماشى مع تقاليد المجتمع المصرى وتدل على سوء سلوك الضحية ، ورغم اعترافات القاتل. أخيرًا، استخدم مؤيدو جريمة الحب من الطرفين جميع ميزات وأدوات  وسائل التواصل الاجتماعي لنشر رؤيتهم كوسيلة فعالة حيث يمكنهم العثور على مؤيدين محتملين آخرين للمشاركة ودعم نفس الرؤية لتعزيز مفاهيمهم وقيمهم الاجتماعية.