مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي تحاول المؤسسات الإعلامية التقليدية في العالم ولاسيما في العالم العربي أن تستكشف طرقًا للاستفادة من تلك المواقع في صناعة محتوى رقمي أصلي للوصول إلى الجماهير الأصغر سنًا التي من المرجح أن تستهلك المحتوى الرقمي، والترويج لمحتواها التقليدي وللتفاعل مع جماهيرها عبر تلك المنصات، لذا سعت الدراسة فهم محاولات المؤسسات الإعلامية التقليدية لتقديم محتوى رقمي في ظل تحديات البيئة الإعلامية الرقمية الحالية عبر تطبيق أداة تحليل المضمون الكيفي لهذا المحتوى من منصات "محتوى، الساحة، السلطة الخامسة". في الفترة ما بين مايو إلى يونيو 2023.

خلص الباحث لعدد من النتائج أبرزها؛ وجود مجموعة من الفروقات بين المحتوى الرقمي الذي تقدمه المنصات الثلاث التابعة للمؤسسات الإعلامية التقليدية (محتوى، الساحة، السلطة الخامسة) من حيث طبيعة المحتوى المقدم من كل منصة، حيث تركّز منصة "محتوى" على محتوى ترفيهي وإخباري، بينما تركز منصة "الساحة" على تقديم محتوى يركّز على قضايا حرية التعبير وحقوق الإنسان والسياسات الإقليمية، كما تركز منصة "السلطة الخامسة" على تقديم محتوى تحليلي وتعليمي، يتميز بالعمق ويعتمد على استقصاءات وتقارير معمقة. من حيث الجمهور المستهدف؛ رصد الدراسة استهداف منصة "محتوى" الجمهور العام، مع التركيز على الشباب، بينما تستهدف "الساحة" جمهور أكثر تخصصًا مثل المغتربين العرب والمجتمعات ذات الاهتمام السياسي، وتستهدف "السلطة الخامسة" جمهور يهتم بالتحليلات السياسية والتعليمية، مع تركيز على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن حيث المنصات المستخدمة؛ وجدت الدراسة أن منصة "محتوى" تعتمد بشكل كبير على فيسبوك وإنستجرام وتطبيقات الفيديو القصيرة، بينما تعتمد "الساحة" على يوتيوب ومنصات التدوين المصغرة مثل تويتر(x)، وتعتمد "السلطة الخامسة" على مواقعها الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، بالإضافة إلى اليوتيوب.