يتناول هذا البحث تحليل التلاعب اللغوي في العناوين الإخبارية حول أحداث "طوفان الأقصى" 2023 من خلال دراسة نقدية مقارنة بين وسائل الإعلام الإسرائيلية، الأمريكية، الفلسطينية، والمصرية. بالاستناد إلى إطار نورمان فيركلوف للتحليل النقدي للخطاب (CDA) يهدف البحث إلى تحليل الآليات اللغوية المستخدمة في العناوين التي تعزز أيديولوجيات معينة، من خلال اختيار المفردات وتأطير الأحداث، فضلاً عن دراسة دور هذه العناوين في تشكيل الروايات الإعلامية.. تم جمع عينة من (40) عنوانًا إخباريًا من ثمانِ وسائل إعلامية، تمثل أربع توجهات رئيسة. أوضحت النتائج أن كل جهة إعلامية تستخدم آليات التلاعب اللغوي بطرق مختلفة لتعزيز أيديولوجياتها السياسية. في الإعلام الإسرائيلي، تم استخدام التضخيم والتشكيك كآليات تلاعب لغوي لتصوير إسرائيل كدولة ضحية، كما في العناوين مثل "300 قتيل إسرائيلي" و"تزعم حماس"، حيث تُضخم الأرقام وتستخدم كلمات مثل "تزعم" للتشكيك في رواية الطرف الآخر. في الإعلام الفلسطيني، تم توظيف التضخيم والاستنكار كآليات لغوية لتصوير حماس كقوة مقاومة شرعية، مثل "جهنم تحت الأرض.. أنفاق حماس ترعب جيش الاحتلال"، مما يُبالغ في تصوير قوة حماس، ويُستخدم الاستنكار لتعزيز موقف المقاومة ضد الاحتلال. في الإعلام الأمريكي، تم التركيز على البعد الإنساني كآلية تلاعب لغوي، كما في "بايدن يدعو إلى هدنة إنسانية"، مما يُسهم في تعزيز صورة الولايات المتحدة كداعم لحقوق الإنسان. أما في الإعلام المصري، فقد تم إبراز دور مصر كوسيط للسلام الإقليمي من خلال عناوين مثل "مصر تقود جهودًا دبلوماسية"، مع استخدام الاستنكار للهجمات الإسرائيلية على المدنيين. بهذه الطريقة، يُستخدم التلاعب اللغوي في كل وسيلة إعلامية لتعزيز الأيدلوجيا السياسية الخاصة بها، وبالتالي تشكيل صور ذهنية مختلفة حول الصراع من خلال استخدام المفردات والأساليب البلاغية."