يلقي البحث الضوء على أسباب تطور العلاقات اليابانية، ومراحلها نحو القضية الفلسطينية التي تدخلت وأخذت موقفها في هذا الصراع العربي الصهيوني، ومعرفة ماهي عناصر التغير والاستمرار في سياسة اليابان في تأييد القضية. وسنحاول في هذا البحث أن نبين مدى تأثير هذا المتغير في موقف اليابان من الناحية السياسية والثقافية وارسال المساعدات المالية والفنية، إذ لم يتبلور الموقف الياباني من القضية الفلسطينية بشكل واضح وإيجابي الا بعد عام 1973 من خلال النظر في معادلة الحرب والسلام داخل أراضي الفلسطينية. لا سيما بعد آثار الاحتلال الصهيوني لفلسطين وما خلفه من آلاف القتلى والجرحى واللاجئين. وكان التعاون الثقافي عن طريق المجلات اليابانية المهتمة بالقضية الفلسطينية ومن أبرزها (مجلة فلسطين بلادي) التي صدرت عام 1979. وقد حرصت منظمة التحرير الفلسطينية على الاهتمام بهذا الجانب أمام الرأي العام الياباني، كما أن الندوات والقاءات عكست الى حد كبير أمام الشعب الياباني التناقضات في مفهوم الاحتلال الصهيوني، وبينت المظالم التي لحقت بالشعب الفلسطيني جراء هذا الاحتلال. ومثل اعتراف الحكومة اليابانية بمنظمة التحرير الفلسطينية نقطة انطلاق في تبني مفاهيم القضية الفلسطينية بين الكيانات السياسية، فألقت بظلالها على المشهد السياسي والثقافي في اليابان