تتناول هذه الدراسة علاقة الألحان الغنائية بقواعد العَروض الموسيقى, ومدى التزام الملحن بتطبيق علم العروض على الأحان الغنائية, ولوحظ أن هناك ألحانا لم تراع فيها تلك القواعد بالرغم من أهميتها الفنية, وبالرغم من براعة ملحنيها, وتفوقهم فى هذا المجال؛ واستشهدت بنموذجين, الأول, لبليغ حمدى, وأغنية ‘‘يا حبيبتى يا مصر'', والثانى, للأخوين رحبانى, وأغنية ‘‘نسم علينا الهوى'', وقد تم اختيارهما قصدا, لأن الأغنيتين منتشرتان وناجحتان, وأن أصحابها من عُمد التلحين فى الوطن العربى, برغم وجود مئات الأغنيات التى تجاوزت قواعد العَروض, لكنها غير مشهورة وأصحابها غير مؤثرين على المستوى الفنى, وليسوا على حجم و قدر ‘‘بليغ حمدى'' ولا ‘‘الرحبانية''؛ لذا تم استبعادهم من تلك الدراسة؛ ذلك أن الاستشهاد بألحان غير معروفة فى دراسة علمية لا تجدى نفعا, إذ من المفروض أن تكون العينة معلومة لغالبية المتلقين, حتى يكون للدراسة ما يبررها.
واستعرضت الباحثة فى الفصل الأول, العَروض الموسيقى, ونبذة عن شخصيتى البحث, بليغ حمدى, والرحبانية, وعلاقتهما بالشعر؛ وفى الفصل الثانى, قامت بدراسة تحليلية لعينتى البحث, وتوصلت إلى نتائج, تتلخص فى تجاوز اللحنين (عينة البحث) لبعض أصول التقطيع الشعرى للنغمات, رغم أن علاقة الملحنين الجيدة بالشعر, بليغ حمدى, والرحبانية. لكن هناك مبررا وتفسيرا لذلك – من وجهة نظر الباحثة -أن الملحن قد يلجأ إلى مخالفة بعض قواعد الموسيقى, ومنها العَروض الموسيقى, وذلك فى مقابل تناول تيمة موسيقية قد يراها جميلة, أو لإضفاء روح الشعبية على اللحن, دون الالتزام بقواعد العَروض.
وقد أجابت عن سؤال البحث,: ‘‘هل يمكن التوصل إلى أسلوب محدد لاختيار شكل إيقاعى موسيقى مناسب للكلمة المغناة, وكذا اختيار ميزان موسيقى مناسب للقطعة الملحنة من خلال تطبيق العَروض الموسيقى على الألحان؟