يعتبر الصولفيج العربي ركنًا أساسيًا ترتكز عليه الموسيقى العربية، حيث يهدف إلى تنمية الإحساس بالتركيب المقامي من حيث تركيباته النغمية وأبعاده الخاصة بكل مقام والانتقالات اللحنية والتحويلات المقامية الشائعة والغير شائعة الاستخدام مما يترتب على ذلك الارتقاء بمستوى الغناء والتذوّق الموسيقي، والقدرة على قراءة وعزف النوت الموسيقية المختلفة( ).
ولكون أغاني المناسبات جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي لأي مجتمع فهي تعبر عن الفرح والحزن وتوثيق الأحداث الاجتماعية والدينية والوطنية وتعزز الهوية الثقافية والانتماء الجماعي لأنها تعبر عن القيم والعادات والتقاليد المتوارثة، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي وتأثيره على الأغنية من ناحية الكلمة واللحن والأداء، إلا أن أغاني المناسبات وخاصة الاجتماعية ما زالت محتفظة بأهميتها وقيمتها عبر الأجيال، وذلك لأنها مرتبطة بوجدان الشعب بالإضافة إلى تميز ألحانها وإيقاعها بالبساطة والسهولة متزامنًا مع بقاء كلماتها وألحانها في أذن مستمعيها لفترة طويلة وذلك بسبب تكرارها في المناسبة التي ترتبط بها.
ومن هذا المنطلق رأت الباحثة الاستفادة من ألحان هذه الأغاني في ابتكار تدريبات صولفائية مستوحاة من ألحانها واستخدامها كوسيلة مساعدة لتدريس مقرر الصولفيج العربي.