من العناصر الهامة في الألحان الموسيقية والغنائية هي المصاحبة التي هي بمثابة لحن معزز ومساند اللحن الأساسي، وتعتمد المصاحبة على مصدرين مهمين الأول مهارة الارتجال، والثاني الإلمام بالقواعد الهارمونية، وعلى الطالب الموسيقي أن يتعرف على عدد كبير من الأنماط الهارمونية ويتدرب كثيراً حتى تكون لديه الذاكرة العضلية المطلوبة ليستطيع مصاحبة غناء أو عزف الطلاب في المدارس دون التفكير في التآلفات أو شكل الأصابع في العزف.
وقد لاحظت الباحثة أثناء الاستماع إلى عزف الطلاب المتخصصين لبعض الألحان والأغاني والمقطوعات الموسيقية سواء في مادة الارتجال الموسيقي التعليمي أو مادة التربية الميدانية صعوبة عند بعض الطلاب في تخيل المصاحبة الهارمونية الملائمة لتلك الألحان وعدم التنوع في التآلفات المستخدمة والإقتصار على عدد ضئيل من تآلفات السلم المستخدم، لذا فكرت الباحثة في وسيلة تعتمد على الذاكرة البصرية لتساعد الطلاب على تخيل أنماط التآلفات الهارمونية لحل تلك المشكلة.
وهدف البحث إلى إعداد شكل هندسي "المثلث" لتوضيح تتالي وتعاقب الأنماط والتركيبات المتنوعة للتآلفات الهارمونية، وكيفية الاستفادة من شكل المثلث لتخيل واستدعاء أنماط مختلفة للتآلفات الملائمة لمصاحبة الألحان. واتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي لتطبيق البحث في 4 جلسات، لتنمية التخيل للأنماط الهارمونية الملائمة لمصاحبة الألحان. وأسفرت النتائج عن الاستفادة من الوسيلة المبتكرة في استدعاء الأنماط والتركيبات المتنوعة للتآلفات الملائمة لمصاحبة الألحان، والذي بدوره يساعد في التغلب على صعوبات عدم التنوع في استخدام التآلفات المختلفة مع الألحان، وكذلك السرعة في التفكير في وضع المصاحبة المناسبة للألحان