يتناول هذا البحث أهمية آلة الكمان (الفيولينة) ودورها البارز في الموسيقى الآلية، حيث تتيح إمكانيات كبيرة للتعبير عن الأفكار الموسيقية، مما جعلها تأخذ الدور الرئيسي في أعمال مثل الكونشيرتو والسوناتا والرباعي الوتري. يُعد الكونشيرتو من أبرز المؤلفات الموسيقية لآلة منفردة، حيث يبرز مهارة العازف من خلال التقنيات التي يستخدمها، ويُظهر قدرات المؤلف في تحقيق التوازن بين العازف المنفرد والأوركسترا. تختلف طرق تأليف الكونشيرتو وتقنيات أدائه باختلاف العصور الموسيقية المختلفة، بدءًا من عصر الباروك وصولًا إلى العصر الحديث. قام جوزيف هايدن بكتابة كونشيرتو الفيولينة في سلم دو الكبير في ستينيات القرن الثامن عشر لعازف الفيولينة الشهير لويجي توماسيني، الذي كان قائد أوركسترا استرهازي. يُعتبر هذا الكونشيرتو من أهم أعمال هايدن، حيث يبرز تقنيات وأساليب عزفية متميزة. من هنا انبثقت فكرة هذا البحث، إذ يسعى الباحث إلى تمكين دارسي آلة الفيولينة من فهم أساليب العزف المتقدمة، وتحقيق أداء مثالي للحركة الثانية من هذا الكونشيرتو، من خلال توضيح التقنيات الأدائية الدقيقة المستخدمة في هذه المؤلفة المتميزة.