اتسمت الموسيقى الفرنسية بالثراء فى مختلف أسليب التأليف الموسيقى على مر العصور بداية من عصر الباروك والمحاولات الأولى لنشأة البلويفونية وحتى نهاية القرن التاسع عشر، ومع
بدايات القرن العشرين ظهر العديد من المؤلفين الموسيقيين بأفكار جديدة وأساليب مختلفة ومتنوعة فى
التأليف أمثال استرافنسكى Stravinsky التى شكلت أعماله مع أعمال ديبوسى تأثيرأ كبيراً على
مجموعة المؤلفين الشبان التى تبنت الأسلوب التجريبى فى التأليف وتحررت من أساليب التأليف
التقليدى ومن ضمن هؤلاء المؤلف الموسيقى الفرنسى أوليفيه ميسيان.
كان لهذا التأثير مع العديد من العوامل الأخرى ومنها الجانب الدينى والطبيعة أكبر الأثر فى تشكيل فكره الموسيقي والذي انعكس على العديد من مؤلفاته الآليه كما فى مؤلفة كتالوج الطيور، والغنائية كما فى كتاب أغانى للأرض والسماء Chants de Terre et de Ciel، فكانت مشكلة البحث حيث تميزت أعماله الغنائية بالابتعاد عن تقنيات التأليف الغربية التقليديه فاستبدل في بعضها السلالم بالمقامات الخاصة به، وهو ما انعكس بشكلٍ كبير على مصاحبة البيانو لتلك الأغاني، الأمر الذى دعى الباحث لدراسة تلك المقامات لما تمثله من أهمية كبيرة فى فهم أسلوب ميسيان، حيث أن استخدامه لها يعكس مفهوم البناء اللحنى ويساعد العازف المصاحب فى فهم التآلفات والتقنيات الخاصة بها، حتى يتسنى له أدائها بشكل صحيح يعبر عن مضمون النص الشعرى للأغنية.
فهدف البحث إلى دراسة المقامات الخاصة بميسيان وتأثيرها على تقنيات أداء مصاحبة بعض أعماله الغنائية، وجاءت النتائج مجيبة على الأسئلة ومنها أن تلك المقامات كانت من أكبر الوسائل التى استطاع ميسيان التعبير بها عن أشعاره، واختتم البحث بالمصادر والملخص باللغتين العربية والأجنبية.