سعت الدراسة إلى الكشف عن علاقة التعرُّض للمتخصصين في الصحة النفسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بإنماء الوعي بالذات، وذلك في ضوء اختلاف بعض المتغيرات الديموجرافية بين المبحوثين. وقد طُبِقَّت الدراسة على عينة متاحة من الجمهور العام المصري ممن تبلغ أعمارهم 19 سنة فأكثر، قوامها (482) مفردة، بواسطة أداة الاستبيان الإلكتروني. واعتمدت الدراسة على اختبار أسس نظرية الإدراك الاجتماعي. وقد تمثَّلت أبرز نتائج الدراسة في وجود علاقة بين معدل التعرُّض للمتخصصين النفسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإنماء الوعي بالذات، بما يشير إلى دعم هذه المواقع للتعلُّم الاجتماعي عبر المحتوى النفسي المتخصص المتاح عبرها. وقد تقدَّم بُعد (تنمية الانتباه المستمر إلى الذات وتأملها) كأبرز بُعد للوعي بالذات لدي المبحوثين، بما قد يفسر علاقة مواقع التواصل الاجتماعي بتعزيز الوعي بالذات، إذ قد يتيح التعرُّض للمتخصصين النفسيين عبر تلك البيئة الافتراضية، فرصة لإعمال العقل بشأن السلوكيات، بما يسهم في تطوير فهم الفرد لذاته. بينما لم يثبت دور المتغيرات الديموجرافية كعامل وسيط في تلك العلاقة؛ وهو ما قد يرجع لكون الوعي بالذات عملية عقلية، قد لا تتوقف بالضرورة على المتغيرات التي شملتها الدراسة. وأشارت النتائج إلى وجود قدر (متوسط) من مصداقية المتخصصين النفسيين لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بما يدلل على إمكانية تأثير المتخصصين النفسيين كنماذج، في تزويد الوعي النفسي للمستخدمين. وجاء شكل مقاطع الفيديو قصيرة المدةReels في مقدمة الأشكال الأكثر جذبًا لمتابعة متخصصي الصحة النفسية عبرها. فضلاً عن اهتمام المبحوثين بمتابعة الموضوعات المتعلقة بــ(إدارة العلاقات)، بما يشير إلى أهمية علاقات في جودة الحياة النفسية للفرد.