سعت الدراسة إلى التعرف على مدى اعتماد الجمهور المصري على مواقع التواصل الاجتماعي في الحصول على المعلومات عن أزمة انقطاع الكهرباء والتعرف على أهم التأثيرات المعرفية والوجدانية والسلوكية الناجمة عن هذا الاعتماد، فضلاً عن التعرف على مدى تأثير الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي على تقييم الجمهور المصري لكفاءة اتصالات الحكومة المصرية في إدارة الأزمة، واعتمدت الدراسة على نظرية اتصالات الأزمات الموقفية ونموذج الاعتماد على وسائل الإعلام من خلال الاستبيان الالكتروني على عينة متاحة قدرها ٣١٥ مفردة من الجمهور.
وخلصت الدراسة الى أن مواقع التواصل الاجتماعي جاءت كأكثر مصادر المعلومات التي يستخدمها الجمهور المصري حول أزمة انقطاع الكهرباء لدى غالبية المبحوثين، ورغم ذلك اتضح أنهم يعتمدون عليها بدرجة متوسطة كمصدر أساسي للحصول على المعلومات عن أزمة الكهرباء ويثقون فيها بدرجة متوسطة، وجاءت الصفحات الحكومية الرسمية للوزارات في صدارة الصفحات التي يستخدمها المبحوثون للحصول على المعلومات عن أزمة الكهرباء بما يقرب من نصف العينة، تلاها صفحات المواقع الإخبارية ثم الأهل والأصدقاء.
وتبين أن أكثر موضوعات البيانات الحكومية التي تعرضت لها عينة المبحوثين عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي نشر توقيتات انقطاع الكهرباء في المناطق المختلفة، تلاها التأكيد على أن السبب في الأزمة هو زيادة الأحمال في الصيف نتيجة الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة، وتمثلت أهم أسباب أزمة الكهرباء من وجهة نظر المبحوثين في عدم التخطيط المسبق للأزمات في المرتبة الأولى، تلاها أن الأزمة الاقتصادية أدت إلى نقص الموارد المالية اللازمة لاستيراد الوقود، ثم عدم التنسيق بين الوزارات المختصة بالأزمة.
واتضح من نتائج الدراسة أن المبحوثين لديهم درجة رضا متوسطة عن القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة أثناء أزمة الكهرباء، وبشكل عام جاء التقييم العام للجمهور لكفاءة اتصالات الحكومة المصرية في إدارة الأزمة محايدا في المرتبة الأولى تلاه التقييم السلبي في المرتبة الثانية وأخيرا التقييم الإيجابي، حيث رأى المبحوثون أن الاستجابة الاتصالية للحكومة كانت بطيئة لتعريف الجمهور بما حدث، ووافق المبحوثون الى حد ما على أنه لم يتم ذكر بعض الحقائق بخصوص الأزمة، إلا أن المبحوثين رأوا أن تحدث رئيس الوزراء إلى الجمهور من خلال المؤتمرات الصحفية عبر عن الاحترام للمواطنين وتوضيح الحقائق أمامهم، وأن تقديم رئيس الوزراء اعتذاراً رسمياً أكد فيه شعوره بمعاناة المواطنين قلل من شعورهم بالغضب.