لقد كان لفلسفات ما بعد الحداثية Postmodernism مثل التفكيكية Deconstruction تأثير بالغ في تطور الفن التشكيلي المعاصر، حيث ساهم التصوير التشكيلي في تجسيد أفكار الفلسفة التفكيكية والتي ترتكز على فكرة "تفكيك" المعاني التقليدية والمفاهيم الثابتة، وتطرح فكرة أن النصوص والأشياء لا تحمل معاني ثابتة، بل هي مفتوحة للتفسيرات المستمرة والمتعددة. مما شجع الفنانين على إعادة التفكير في المفاهيم التقليدية للجمال والابتعاد عن الأشكال التقليدية والمحددة والبحث في أصل الشيء وجوهره ثم اعادة صياغته بأسلوب مبتكر ليقدموا أعمالًا لا تحمل معنى ثابتًا، بل مفتوحاً على تفسيرات متعددة.

لقد أصبحت التفكيكية بما تمدنا به من أفكار في تحليل وتفكيك الثوابت وإعادة البناء والتأليف والخيال ما يسمح بالطلاقة التشكيلية وإيجاد مداخل جديدة للتجريب والتعبير الفني وإضافة حلولا وابعادا تشكيلة وقيم تعبيرية تسهم في تعزيز التجارب الفنية المعاصرة. الامر الذي دعي لتلك الدراسة وفرض البحث الذي يتحدد في ان الفلسفة التفكيكية يمكن ان تكون مدخلاً لإثراء الجوانب التعبيرية في التصوير المعاصر وبالكشف عن سماتها وخصائصها يمكن الإفادة منها كمنطلقات تعبيرية غير تقليدية في انتاج اعمال تصويرية معاصرة من خلال دورها في تجاوز الأنماط التقليدية والتعبير عن الواقع بطرق جديدة مما يؤثر في شكل الإنتاج الفني وقد استخلصت الباحثة عدة مداخل أمكن الاعتماد عليها في التجربة الذاتية التطبيقية للبحث والتي من خلالها توصلت لعدة نتائج تسهم في الانطلاق الإبداعي وفتح افاق جديدة في التصوير المعاصر