منذ الحدث العالمي بانتشار جائحة كورونا وما أصاب العالم بأسره وقتها من شلل شبه كامل في الأنشطة الحياتية الاعتيادية التي يمارسها الإنسان يوميًا في شتى مناحي المعيشة، أصبح التحول الرقمي في جميع المجتمعات المؤهلة له -كليًا أوجزئيًا- احتياجَا لا يقبل الرفض أو التأجيل، مما أجبر العديد من المجتمعات على اتخاذ خطوات متسارعة نحو تحقيق هذا الهدف بشكل يسمح لها بمجابهة الأزمة العالمية، ومن ثم كان المجتمع المصري في هذه الآونة كغيره من المجتمعات الأخرى في أشد الحاجة إلى تحقيق هذا التحول والاتساع في تطبيقه في العديد من الجهات والمؤسسات الخدمية والتعليمية والتجارية وغيرها.
وبالتالي، فقد سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن مدى فاعلية حملات تسويق تطبيقات التحول الرقمي في مصر، ودورها في الترويج لتلك التطبيقات وإقناع الجمهور المستهدف بها.
وبحسب نتائج تحليل مضمون الحملات التسويقية لتطبيقات التحول الرقمي محل الدراسة، فقد استهدفت المادة التسويقية المقدمة بالحملات تحقيق أهداف متعددة كان في مقدمتها، تعريف الجمهور بالتطبيق وخصائصه، وإكساب الجمهور المهارات اللازمة لاستخدام التطبيق، وإقناع الجمهور بأهمية التطبيق، واستخداماته الحياتية، وإزالة مخاوف الجمهور من استخدام التطبيق، وذلك في جميع الحملات محل الدراسة.
كما أشارت نتائج الدراسة الميدانية فيما يخص اتجاهات المبحوثين المتعرضين لحملات التسويق لتطبيقات التحول الرقمي في المجتمع المصري إلى حيادية اتجاهاتهم نحو تلك الحملات بنسبة تتجاوز (95%)، مما يؤكد على أن الغالبية العظمى من العينة لم يكن لديهم اعتراض على ما تروج له الحملات من فكر أو سلوكيات جديدة سوف يتبعونها في حصولهم على الخدمات التقليدية أو ممارسة الأنشطة الاعتيادية وفقًا لأساليب وطرق مستحدثة ومبتكرة.
وتبين من نتائج تحقيق فروض الدراسة أنه توجد فروق دالة بين فئات متغير كثافة التعرض لحملات تسويق تطبيقات التحول الرقمي في مصر على مقياس الاتجاه نحو هذه الحملات، وتأكد أيضا وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائيا بعد اختبار العلاقة باستخدام معامل بيرسون للارتباط.