تبرز منطقة المحيطين الهندي والهادئ كنقطة ساخنة للسياسة والاقتصاد العالميين حتى في الوقت الذي تواجه فيه العواقب الهائلة للتحديات مثل تغير المناخ واختناقات سلسلة التوريد. وفي إطار هذه المساحة الديناميكية، من المتوقع أن تصبح كل من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومبادرة خليج البنغال للتعاون الفني والاقتصادي المتعدد القطاعات (بيمستيك) تجمعات ذات نفوذ متزايد. منذ تأسيسها في عام 1967، حققت رابطة دول جنوب شرق آسيا بعض النجاح في ضمان التكامل الاقتصادي بين الاقتصادات في مناطق جغرافية متجاورة تقريبًا. وقد مكن التجمع من إقامة اقتصاد متكامل في جنوب شرق آسيا، مما أدى إلى إبرام أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم وست صفقات للتجارة الحرة بين الاقتصادات في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، BIMSTEC (منظمة إقليمية متعددة الأطراف تضم سبع دول أعضاء في منطقة خليج البنغال: بنغلاديش، وبوتان، والهند، ونيبال، وسريلانكا، وتايلاند، وميانمار) تعد كيانًا أحدث، تأسس في عام 1997، ويضم دولًا مجاورة لخليج البنغال. وقد حددت المجموعة 14 مجالًا ذا أولوية للتعاون وشهدت بالفعل درجة من النجاح في مجالات مثل الطاقة والتعاون البحري.(المجالات ذات الأولوية هي: مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود الوطنية؛ النقل والاتصالات؛ السياحة؛ البيئة وإدارة الكوارث؛ التجارة والاستثمار؛ التعاون الثقافي؛ الطاقة؛ الزراعة؛ التخفيف من حدة الفقر؛ التكنولوجيا؛ مصايد الأسماك؛ الصحة العامة؛ الاتصال بين الناس؛ وتغير المناخ). وبالتالي فإن التآزر الإقليمي بين رابطة دول جنوب شرق آسيا وبيمستيك أصبح مهمًا بشكل متزايد. وتمثل المنظمتان معًا تعدادًا سكانيًا مشتركًا يبلغ نحو 2.15 مليار نسمة وناتجًا محليًا إجماليًا يبلغ 4.2 تريليون دولار أمريكي (اعتبارًا من عام 2019)، وهو ما يمثل فرصًا كبيرة للنمو الاقتصادي.