يهدف هذا البحت إلى دراسة تقنيات العرض المسرحي في عروض شيكنر (فرقة العرض المسرحي) التي تكونت في نيويورك في عام 1967 بهدف التجريب على المسرح البيئي، وعلى تدريبات الأداء الجماعية، وتقنيات التمثيل، والعلاقة بين الممثل والمتفرج، والبحث في العناصر التي  تنتمي للطقس، كذلك التعرف على صيغ الأداء التمثيلي وآلياته في عروضه عينة البحث.
ومن خلال الرحلة البحثية وتحليل العروض عينة البحث وجدت الباحثة أن هناك عدة تقنيات  محورية يرتكز عليها شيكنر في عمله كمخرج،  وهي: ابتكر شيكنر كيفية جديدة للتعامل مع النص الكلاسيكي، حيث هدم البنية الدرامية الكلاسيكية التي يتمتع بها النص الاصلي، كذلك طريقة الكولاج حيث يدمج عدة مصادر نصية للعرض المسرحي الواحد(نص مسرحي، احداث تاريخية، حوادث آنية، روايات،..)، وجاءت المشاهد في بعض العروض شبه متزامنة ومنفصلة بقصد أن تعكس تلك الطريقة المتكسرة والمتشظية التي يجتاز بها معظم الناس خبرة الواقع المعاصر. يغلب على بعض العروض صورة كرنفالية بهدف إعادة إحياء دور المسرح الاجتماعي عبر ذبح المجتمع البرجوازى/ المجتمع السلطوي/ الصورة الزائفة للسلطة الأبوية،  من أجل الوصول إلى عمق إنساني متحرر من العناصر الضاغطة. التأكيد على مبدأ مشاركة الجمهور في الفعل المسرحي في محاولة لإعادة الوظيفة الطقوسية للمسرح. كما أن توظيف الأقنعة والملابس جاء بشكل فوضوي أو جروتسكي؛ حيث تنفى تلك الملابس والأقنعة إمكانية التقديم الطبيعي الواقعي للشخصيات المقدمة، وفى المقابل تطرح مجموعة أخرى من الأساليب الأدائية والإيماءات التي تحقق مفهوم الكرنفال. أما الأداء التمثيلي فقام على أساس تقني يهدف إلى خلق مسافة تبعيدية بين المؤدى والمتفرج، كما نظر له بريشت من قبل بلفظ المؤثر التغريبي Alienation effect والذي يهدف إلى تحرير الظواهر المحددة اجتماعيًا من كل ما هو مألوف ومعتاد. فيقوم الممثل في عروض شيكنر يتمثيل الشخصية الدرامية، وتقديم نفسه، ولعب شخصيات متعددة في العرض. الأداء الجروتسكي  والكرنفالي، والتفسير الحديث للشخصية الذي يتضح من خلال تصنيع الكوميديا خاصة وأن الكرنفال ينتج أنماطه الخاصة، فالممثلون يعيدون إنتاج الأحداث بشكل صريح ولكنهم وفى ذات الوقت يقومون بانتهاك هذا التراث الراسخ في الحكايات الأصلية للدراما المعروضة، بشكل صريح عبر استخدام الكوميديا والسخرية المتحررة. مما يؤدى إلى تفتيت الواقع واستنفار الوحدة الجماعية بين المشاركين في العرض(الحاضرون فيه على السواء ممثلين وجمهور) وذلك عبر الإطار الساخر الذى يحطم كل القيم والمحرمات العليا داخل المجتمع الدرامي (ممثلاً المجتمع الخارجي ككل) وهو ما يؤدى إلى انخلاع الفرد من الجماعة الاجتماعية الأم – ليفكر في تلك الصورة التي أمامه والتي يقدمها شيكنر كأحد المخرجين الطليعيين في الستينيات والسبعينيات في القرن الماضي.