المستخلص: تحظى الأخلاق بمكانة مهمة ورفيعة في الإسلام، باعتبارها أمر يدخل في جوهر وصميم الدين، الأمر الذي جعل القرآن الكريم لم يترك شيئًا من فضائل الأخلاق إلا وتحدث عنه، وسط دعوات مباشرة وحث كريم على الاتصاف به، ومن جانب آخر لم يترك شيئًا من رذائل الأخلاق إلا وتطرق له، ناهيًا المسلمين عن التحلي به، وداعيًا بأوامر مختلفة إلى التخلي عنه، باعتبار الأخلاق ترتبط ارتباطًا وثيقًا لا يمكن التشكيك به، بالعبادات المختلفة، فإذا فقدت العبادات تأثيرها في خلق المسلم باتت حركات لا قيمة لها ولا فائدة منها. من خلال المنهج الاستنباطي، حرص الباحث على العودة إلى آيات القرآن الكريم التي تستهدف الحديث عن الصبر، وقراءتها بعمق والبحث في معانيها، وصولًا إلى استخراج الدلالات التربوية الواردة فيها، خاصة تلك التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجوانب الأخلاقية المختلفة، معتمداً في ذلك على أدلة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، مما يجعل المنهج الاستنباطي هو الحل الأمثل لهذا النوع من الدراسات والبحوث. تشير الدراسة إلى حرص منهج القرآن الكريم على تربية النفوس، باعتباره منهجًا أمثل ونموذج لا يمكن تجاهله، خاصة على صعيد زرع الخصال والصفات الإيجابية في المسلمين، ومن بين هذه الصفات تلك المتعلقة بالصبر، بما يضمن إعداد النفس الإسلامية بالطريقة المثلى، دون الحاجة إلى الارتباط غير المبرر بما تقدم العلوم الغربية من تشوهات مثيرة للجدل في المجال الأخلاقي.