تركز الدراسة عن نوع من (بناء الأطفال) لا ينشغل به كثيرٌ و هو (البناء المنهاجي) من أهم وأخطر محاور بناء الأطفال؛ لأنه يبنى عليه غيره، وبمثابة (النبراس) الذي يضيء الطريق لغيره، ويرشده، ويسدده، ويجوده، حين يشرع في (صناعة وصيانة) إنسان (الإيمان والعمران) الرباني، السابق الصادق في محاريب الأنساك والأخلاق (صلاحاً)، ومحاريب التنوير والتعمير (إصلاحاً). ونقصد (بالبناء المنهاجي للطفل) عملية "بناء المنهاج الـمُعينِ على (أحسن) تعامل وتواصل وتفاعل مع كافة (مصادر المعرفة) ، داخل المؤسسة التعليمية وخارجها"، وَيَلْتَقي بمَا يُسَمَّى (عَادَاتِ العَقلِ) في قِطَاعَاتٍ مِنْه؛ لكن المنهاج أمر أبعد وأعقد من مجرد اكتساب مجموعة مفاهيم أو مهارات أو اتجاهات؛ إنه (نظام) حاكم (ومنظومة) شاملة متكاملة من الأصول والقواعد التي تتجلى في صورة (طريقةً) سليمة مستقيمة للسير في (طريق) المعرفة أو التعلم، وينبيك عن حجم تلك (الأزمة البنائية) أن أمر (البناء المنهاجي للطفل) تجاوز (الغياب والاضطراب) إلى صنوفٍ من (الاندهاش والاستغراب) حين تحدث الناس عن ضروريته، أو تحاول أن تبرز لهم مظاهر أهميته، و يستشري بقوةٍ بين المتخصصين في المدارس والمؤسسات.فرغم أن هناك مجهودات طيبة، ومحاولات صادقة لبناء الطفل (بدنياً)، وأخرى لبنائه (تعليمياً)، وأخرى لبنائه (نفسياً أو وجدانياً)، لكن هناك إهمال - وربما إغفال - لبنائه (منهاجياً)، وإن نجونا من فخ الغياب والإهمال أو الإغفال وقعنا في شِباك الاضطراب والخلل في الاشتغال، فالكثير من محاولات ومجهودات العناية (ببعض) معالم البناء المنهاجي للطفل؛ (متفرقة)، (وغير ممنهجة)، ودون المستوى المنشود . و نتناول أثر القرآن الكريم في البناء المنهاجي للطفل وذلك في محورين: الأول: نظري تأصيلي، والثاني: تطبيقي تفعيلي. وآملُ أن تُشَكِّل هذه الدراسة (الوعي)، وأن تُسَدِّد (السعي)، فيما يتعلق ببناء الطفل (كإنسان) .