تناول هذا البحث بعنوان "(المؤثرات الأوروبية في عمارة القاهرة الخديوية "قصر السكاكيني" أنموذجاً)"، أسباب التغير السريع للأنماط والطرز المعمارية في القرن العشرين في مصر، كما تعرض البحث إلى التجربة الجمالية لعمارة القاهرة الخديوية، ودوافع التغيير لمدينة القاهرة، ونشأة القاهرة الحديثة "القاهرة الخديوية"، والسبب في تعدد الطرز المعمارية في عمارة القاهرة الخديوية. فعندما سعا "الخديوي إسماعيل" لتأسيس عاصمة جديدة من شأنها منافسه عواصم أوربا وتحويل القاهرة لباريس الشرق. فقد حرص على استقدام أمهر المعماريين الأوربيين من كل العواصم ليضعوا لمساتهم الفنية لبناء القاهرة الجديدة، التي ضمت جميع الطرز المعمارية لتتحول إلي متحفاً مفتوحاً للعمارة الحديثة والكلاسيكية معاً. حيث يهدف البحث إلى التوصل إلى استكشاف جماليات الاتجاهات والطرز الفنية لعمارة القاهرة الخديوية التراثية. وكيف يمكن أن تثري مجال التذوق الفني باعتبار قصر السكاكيني أنموذجاً.
أما عن الأساليب المعمارية التي اعتمدت عليها القاهرة الخديوية، فقد شهدت القاهرة تنوعاً متحفياً عالمي الطرز، فقد كانت مصر في تلك الفترة قبلة للمهندسين المعماريين القادمين من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإنجلترا، بالإضافة للمعماريين المصريين أنفسهم، ما خلق تنوعا مختلفة من الطرز المعمارية، ما جعلها تتسم بالثراء في التصميم والزخارف. مع تلك العمارة الحديثة انفتحت القاهرة على العالم الغربي، بل وأصبحت مكاناً ساحراً اختار العديد من الأوروبيين والأمريكيين للعيش فيه. وعلى الرغم من هذا التنوع الهائل في الطرز والأساليب المعمارية في القاهرة الحديثة "القاهرة الخديوية"، مما أدى إلى تنوع هائل في الاتجاهات والطرز الفنية، التي ندرت الدراسات حولها، هو ما دفع الباحثة لاستخلاص جماليات بعض هذه الطرز والمؤثرات المعمارية لعمارة القاهرة الخديوية، مع اختيار قصر السكاكيني كنموذج للتعبير عن جماليات العمارة الخديوية.
وكان من أهم الطرز المعمارية الأوروبية التي أثرت في عمارة القاهرة الخديوية:
• الطراز المحلي في عمارة القاهرة والمتمثل في (عمارة المماليك البحرية، العمارة الجركسية، عمارة القاهرة العثمانية).
• أهم تأثيرات الطرز الأوروبية على عمارة القاهرة الخديوية وتمثلت في (طراز الكلاسيكية الجديدة، الطراز اليوناني المستحدث، الطراز القوطي المستحدث، الطراز الرومانسكي المستحدث، طراز عصر النهضة المستحدث، طراز الباروك المستحدث، طراز الروكوكو المستحدث.