يهدف هذا البحث إلى دراسة (استشهاد ابن مالك بالحديث النبوي وأثره على الدرس النحوي) من خلال دراسة كتابه (شرح التسهيل) والوقوف على مواضع الاستشهاد للكشف عن الأثر الذي أنتجه الاستشهاد بالحديث النبوي بعد أن عزف النحويون عن الاستشهاد به في وضع القواعد، وتوضيح أثر ابن مالك في جعل الحديث أصلا نحويا معتدًا به في الواقع التطبيقي للتقعيد النحوي. وقد جاء البحث في دراسة نظرية توضح بعض المصطلحات المهمة، وهي: الحديث، والحديث المتواتر لفظا، والحديث المتواتر معنى، والشاهد، والدليل. ثم تستعرض موقف النحويين من الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف، مع الوقوف على نموذج من تناول سيبويه للحديث في كتابه - باعتباره أول الكتب النحوية- ثم تدرس مرتبة الحديث النبوي من أصول النحو عند ابن مالك، ثم تبين أثر وجود كتب الصحاح في استشهاد ابن مالك بالحديث. وفي الدراسة النظرية حاول البحث الكشف عن السبب الذي جعل النحويين يعزفون عن الاستشهاد به من خلال التتبع التاريخي لنشأة كلا العلمين. وانتقل البحث بعد ذلك إلى الدراسة التطبيقية التي درس فيها وحلل وصنف أكثر المواضع التي استشهد فيها ابن مالك بالحديث النبوي، فحدد مواضع وطرق استشهاده به، وأعطى أمثلة ونماذج لكل موضع. وأخيرًا خرج البحث بمجموعة من النتائج تمثل الأثر الذي أحدثه ابن مالك باستشهاده بالحديث النبوي في الدرس النحوي، والتي من أهمها: تأصيل الحديث في التقعيد النحوي، والاحتراز عن حكم الغالبية في بعض الأحكام، العدول عن حكم الضرورة في بعض المسائل استنادا على الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف.