مخلص البحث: يهدف هذه البحث إلى بيان أثر الاستشراف في البناء السردي للقصة القرآنية؛ لما له من أهمية كبرى في ترابط أجزائه من خلال ربط الوحدات الزمنية ببعضها، والإخبار بالمستقبل وما يقع فيه، والتنبؤ بمجريات الأحداث من خلال أشكال سردية متنوعة، وأنماط حكائية فريدة من نوعها، تعمل على جذب المتلقي، ودفعه إلى الولوج في تضاعيف النص، وقد امتازت تلك الاستشرافات في القصة القرآنية بخصائص فنية فريدة؛ حيث لم تكن مهمتها الإخبار عن هذا المستقبل فحسب، بل عملت على التمهيد إلى القصة، أو التمهيد إلى دخول شخصيات العمل السردي إلى النص الداخلي، وتهيئة الفضاء السردي لهم بطريقة فنية بما يمنع المفاجئة السردية المقيتة غير المبررة، فضلاً عن دورها المهم في تهميش شخصيات أخرى، أو إعادة تأهليهم إلى العمل من جديد، ومن ثم فقد وقفت مع هذه الاستشرافات القصصية في ثلاثة مباحث جاءت كالتالي: الأول: تتبعت فيه مصادر هذه الاستشرافات التي جاءت متنوعة ما بين رؤى منامية، أو جاءت على لسان شخصيات العمل، أو جاءت بطريقة مباشرة من الله سبحانه. والثاني: تتبعت فيه أهداف ووظائف الاستشراف التي جاءت متعددة تسهم في بناء هذه الأحداث، وتساعد على نمائها نماء تصاعديًا، مجدولة بأسلوب قرآني معجز. والثالث: تتبعت فيه سمات هذه الاستشرافات التي وردت في القصة القرآنية من لغة حوارية مشهدية تحكي الأحداث وكأنها تجري أمام عين المتلقي، ليتفاعل معها ويشارك في صنعها من خلال توقعها أو من خلال ربط أجزاء العمل ببعضها في لحمة سردية متماسكة، أو تلخيص فترات زمنية في حياة الشخصيات، وإهمال الأحداث الهامشية التي لا تسهم في بناء الأحداث، والنص على تلك النقاط المضيئة في