يهدف البحث إلى بيان أهمية الوقت في حياة الإنسان، وإمكانية وقف جزءًا منه في سبيل العمل الخيري والتطوّعي لخدمة الآخر، وأن الإنسان الذي يملك هذا الوقت يملك رصيداً كبيراً بإمكانه تقديمه للمجتمع، وأن الوقف عملٌ خيريّ لا يقف عند حدود الأنماط القديمة التي كان يعرفها أسلافنا، ممّا احتاجوه في عصرهم وزمانهم، بل يتطوّر تبعاً لتطوُّر آليّات الاستثمار والانتفاع والريع، وتبعاً أيضاً لأنواع الحاجات والضرورات المستجدّة، فهو الإطار الواسع للتبرع، وبم أن الوقت يمكن أن يقدمه الإنسان في سبيل العمل الخيري والتطوّعي لخدمة الآخر، فمن الجائز أن يكون شكلًا من أشكال الوقف اليوم، ولحاجة الناس إلى تحقيق التنمية المستدامة والتي تسعى إلى تلبية احتياجات الحاضر بما يحقق النمو الاقتصادي المتكامل والمستدام، وأنه لا بُدَّ من تعاون المجتمع المدني والقطاع التطوّعي مع الدولة والقطاع الاقتصادي؛ لتحقيق النهضة المنشودة في بناء الأمم، حيث إن وقف الوقت يعد مساهمة في تطوير الحركة الاقتصاديّة من إطار الاستهلاك إلى إطار الإنتاج قمت بعمل هذا البحث، واتبعت فيه المنهج الاستقرائي التحليلي المقارن، مع ذكر آراء الفقهاء والرأي الراجح، وقسمته إلى مقدمة، وتمهيد، وأربعة مباحث، وخاتمة.
وجاء هذا البحث ليجيب على عدة أسئلة منها: ما مدى مشروعية وقف الوقت؟ وما هي الطرق المؤدية إلى هذه المشروعية؟
فالبحث جاء محاولة للإجابة على هذه الإشكاليات وبعض الأسئلة المطروحة على الساحة، وإظهار موقف العلماء منها، وبيان الرأي الصائب فيها.